تمكنت المغربية حياة بودباغ أخيرا من تلقي أخبار سارة حول طفليها الموجودين في قطاع غزة بعد أن انقطع عنها الاتصال بهما لأزيد من شهر جراء العدوان الإسرائيلي الذي أودى بحياة أزيد من 1300 شهيد ثلثهم من الأطفال. حياة بودباغ، وفي اتصال مع جريدتنا، أخبرتنا أنها تمكنت بحر هذا الأسبوع من التحدث هاتفيا مع زوجها الفلسطيني وسكرتيرته، وأنهما طمأناها أن فاتن (خمس سنوات) وآدم (أربع سنوات) لم يصابا بأذى خلال القصف الذي تعرض له القطاع طيلة 23 يوما. وحسب المعلومات التي أمدتنا بها المواطنة المغربية المقيمة بمدينة كاستيون الإسبانية، فإنها، بعد عدة محاولات، تمكنت من الاتصال بزوجها، مسلم محمد العبد الحداد، الملقب ب «أبو عمر»، الذي أخبرها أن الطفلين سالمين، ولكنه رفض أن يمكنها من التحدث إليهما مباشرة، كما فعل في مرات سابقة، حيث أن آخر مرة تمكنت من سماع صوت طفليها كانت في شهر أكتوبر الماضي. وتعود وقائع مأساة حياة إلى يوليوز الماضي عندما قام زوجها باختطاف الطفلين والهروب بهما إلى قطاع غزة، حين كانت العائلة تقضي عطلة في العاصمة المصرية القاهرة. وكانت «الاتحاد الاشتراكي» سباقة إلى إثارة قضية هذه المواطنة المغربية بعد بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، حيث وجهت نداء إلى مختلف الجهات المعنية لمساعدتها على معرفة مصير طفليها. الاتصال الثاني الذي أجرته حياة، كان مع سكرتيرة زوجها، التي أخبرتها أن المنزل الذي يملكه هذا الأخير في جباليا بالقطاع، حيث كان يقطن رفقة الطفلين، تم قصفه خلال غارة إسرائيلية، وتهدم بالكامل، غير أن الزوج كان قد سبق أن انتقل رفقة الطفلين إلى مدينة غزة بعد أن أصبحت جباليا هدفا يوميا للغارات الإسرائيلية، مضيفة أن العمارة التي يقطنون بها حاليا لا تتوفر على الشروط اللازمة للحياة من ماء وكهرباء ....كما أنهم، وإسوة بباقي سكان القطاع المنكوب، يعانون كثيرا للتزود بما يقتاتون به. من جهة أخرى أخبرتنا حياة بودباغ أن السلطات الإسبانية اتصلت بها قبل يومين، وأخبرتها أنه تقرر منح طفليها فاتن وآدم الجنسية الإسبانية، وأضافت أن هذا القرار يأتي ربما نتيجة الطلب الذي وجهته للملكة صوفيا قصد مساعدتها على معرفة مصير الطفلين، اللذين حصلا في غشت 2007 على الجنسية المغربية تنفيذا للقانون الجديد الذي يمكن أطفال المرأة المغربية من جنسية الأم. وفي هذا الإطار جددت حياة نداءها للسلطات المغربية قصد مساعدتها على استرجاع طفليها.