في الوقت الذي كان فيه الجميع في انتظار توازن "الإستراتيجية الأمنية الجديدة" مع حقوق الإنسان، يظهر أن بعض العناصر المحسوبة على الأمن ترى عكس ذلك وتحن إلى العهد القديم، إذ علم بخنيفرة أن شابا من سكان حي الرشيدية تقدم لوكيل جلالة الملك لدى المحكمة الابتدائية بدعوى قضائية ضد رجل شرطة (ر.أ.) بتهمة السب والشتم المتبوع بالضرب المبرح المفضي إلى الجرح، وقد وجهت شكاية المعتدى عليه إلى رئيس المنطقة الإقليمية للأمن، قصد البحث في أفق عرضها أمام أنظار العدالة. ويفيد الشاب، منير قرباش، في شكايته أنه في يوم 5 دجنبر الماضي، حوالي الساعة الثامنة مساء، بينما كان وقتها متوجها نحو منزل جدته، فوجئ بسيارة للشرطة من نوع فاركونيط تعترض سبيله ويترجل منها المشتكى به، هذا الذي انقض عليه ممسكا إياه بالقوة ليلقي به كالخروف داخل السيارة الأمنية، واقتاده صوب مخفر للشرطة دونما مبرر أو سبب، بحسب المشتكي، وهنا أخذ الرجل في تعريض ضحيته لوابل من السب والشتم قبل أن يدخل في عملية ضربه بطريقة شنيعة، والتفنن في تعنيفه بإمساكه من قفاه ليضرب رأسه بعرض الحائط، مما أسفر عن إصابة الضحية بكدمات وجروح تسلم إثرها شهادتين طبيتين. ومن كهف النسور، إقليمخنيفرة، أفاد المواطن الحبيب خياطي، أنه تعرض، مساء يوم 22 دجنبر الماضي، لاعتداء شنيع على يد مخزني، ذلك أثناء تقدمه لدى مركز القوات المساعدة بالقيادة لغاية طلب المساعدة في شأن قضية تتعلق بقيام زوج والدته بطرده من البيت الذي يملك فيه النصف، ولم يتوقع هذا المواطن أن يفاجئه المخزني المعني بالأمر بمعاملة قاسية، ويمطره بوابل من الألفاظ المهينة والمخلة بالحياء، قبل أن يرتقي بشططه إلى نحو استعمال هراوته في ضرب المواطن، مصيبا إياه بأضرار جسدية بليغة، ولم يفت المواطن المعتدى عليه القول بأن الاعتداء جاء بخلفيات انتقامية، إذ سبق له، حسب شكايته، أن رفض محاولة لابتزازه من طرف ذات المخزني.