علمت الجريدة من مصادر موثوقة بأن محمد حلاب الوالي الجديد لمدينة الدارالبيضاء، يعقد هذه الايام اجتماعات ماراطونية للوقوف على سير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعرف خروقات عديدة، ولعل ما تشهده عمالة مقاطعات ابن امسيك، ليعطي إشارة واضحة على جرس الانذار الذي رن في كواليس الولاية بخصوص سيرالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة! وأفادت مصادر متطابقة بأن أموالا طائلة تعد بملايين الدراهم، تم «الاستحواذ» عليها باسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تم النفخ في المبالغ المطلوبة، وهو ما أدى إلى صرف أموال كثيرة تتجاوز قيمة المشاريع المعروضة، إضافة إلى استفادة مجموعة من المسؤولين من الدعم المخصص للمشاريع عبر إحداث مشاريع بسيطة، لكن طرقا ملتوية جعلتها تنال القسم الأوفر من الدفعات مع تكرار ملاحظة اقتراحات لجنة التتبع « الاسراع بمبلغ الدعم ومواكبة المشروع باستمرار مع ضرورة الرفع من عدد المستفيدين»! وأوضحت مصادر مطلعة بأن بعض المستفيدين من تدفق أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة العارفين بالتسيب الموجود وعدم المراقبة الصارمة، قد تمكنوا من مضاعفة أرباحهم، ومداخيلهم بإدخال مشروعهم في تقسيمين، كما هو حال أحد المشاريع المدرجة ضمن حصة ابن امسيك والذي يكلف 17 مليون سنتيم، نفس المشروع، وبنفس الاسم حصل من خلاله على مبلغ 12 مليون سنتيم بتراب سباتة، وذلك في محضر اجتماع اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية لعمالة مقاطعات ابن امسيك المنعقد في 7 أبريل 2008، والمتعلق بدراسة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم السنة المالية 2008، وكذا للمصادقة على الدفعات الاضافية المتعلقة بالدعم المقدم للمشاريع المدرجة ضمن السنة المالية 2006! وأكد بعض المطلعين على خبايا الأمور بمقاطعة بن امسيك، بأن معظم هذه المشاريع المنتمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، إما تؤخذ بازدواجية نظرا للتكافل بوجهين لصاحب واحد، أو لمالك واحد يستغل نفوذه كنائب رئيس جهة الدارالبيضاء، حيث قرر المنح كعضو بلجنة المنح، ورئيس الجمعية الأكثر استفادة، والذي يشغل في نفس الوقت منصب عضو باللجنة الاقليمية والمحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كي يمرر مشاريعه التي يدفع عوض ماليتها شيكات لأصحاب المقاولات التي تتعامل مع الجمعية التي يرأسها، فيما يرأس أمينها جمعية تنشط في كرة القدم النسوية بابن امسيك، وهو في نفس الوقت موظف بمصلحة بالصخور السوداء، ويستغل سيارة الجماعة. جمعية كرة القدم النسوية التي يرأسها هذا الأخير استفادت من تمويل مشروع مدرسة لكرة القدم النسوية عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث دافع عنها بشكل قوي وباستماتة غريبة رئيسه في الجمعية الأم. وأمام الغموض الذي يلف الأموال الباهظة المخصصة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمشاريع مقاطعة ابن امسيك، فقد قامت عدة جهات بمناورات معينة قصد تعويم المشكل وتبسيط الخلل كي لاتفتضح الأمور، خاصة أن مدينة الدارالبيضاء استقبلت واليا جديدا أخذ على عاتقه التمحيص في تركة الوالي السابق، الذي سبق وأمر قبل مغادرته لمنصبه، بتجميد جميع المشاريع الجديدة التي تدخل في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لأن رؤساء اللجن المحلية هم أنفسهم رؤساء المقاطعات والعديد منهم سيكونون ضمن المرشحين في استحقاقات 12 يونيو 2009، الخاصة بالانتخابات الجماعية. فهل ستسفر مجهودات الوالي الجديد عن جديد في ما يخص خروقات الأموال المرصودة لمشاريع التنمية البشرية؟!