تحل اليوم الذكرى الخمسون لانتفاضة 25 يناير 1959 ، لقد مر نصف قرن عن بداية تأسيس حزب القوات الشعبية ، ففي مثل هذا اليوم شرع في تأسيس الحركة الاتحادية القادمة من عمق الحركة الوطنية وحركة التحرير الشعبية ممثلة في المقاومة وجيش التحرير، ومن رحم حزب الإستقلال ، بعد مخاض عسير ... ونضال متواصل ... كانت تنظيمات حزب الإستقلال صيف سنة 1958 تعيش مخاضا سياسيا ، في نفس السنة سيكتشف الشهيد المهدي بنبركة النزعة المحافظة لإدارة حزب الإستقلال من أجل السيطرة على جريدتي "العلم" و"الإستقلال"، وسيعزل من جريدة "الإستقلال" التي كان يشرف عليها وسيتم تعويضه بمحمد اليازيدي، وذلك لكونه فتح صفحات جريدة "الإستقلال" للذين كانوا ينتقدون حكومة أحمد بلافريج أنذاك . كما أقدم على نشر نصوص صدرت عن جيش التحرير تقيم الفترة التاريخية للعمل المسلح الذي عرفه المغرب مابين 1952 1955 ، وقبل ذلك في أبريل 1958 كتب مقال افتتاحي بعنوان "نهاية إيكس ليبان " . كما ألقى محاضرة بقاعة الأفراح بالدارالبيضاء حول الأزمة الوزارية حيث أشار إلى أن "الأمر ليس تنافس على المناصب وإنما تحملا للمسؤوليات . إنه سؤال مطروح علينا كمسؤولين في الحزب للبحث عن الرجال الصالحين للمكان الصالح " . في 23 أكتوبر1958 بدأت فتن مصطنعة في الريف وناحية زمور كرد فعل على محاربة إعادة الوحدة بين جناحي حزب الإستقلال وهما : القديم المعتدل برئاسة علال الفاسي و الجديد اليساري برئاسة المهدي بنبركة ، في 10 يناير 1959 فشلت آخر محاولة للتوفيق داخل حزب الإستقلال ، بعد مؤتمر للتحكيم بين الجناح التقدمي والعناصر المحافظة في القيادة . و بعد الحملات الصحفية المتبادلة بين جناحي الحزب ، سيقدم المهدي بنبركة استقالته من اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال صباح يوم الأحد 25 يناير 1959 ، في هذا اليوم علق المهدي عن هذه الإنتفاضة قائلا : " إن الأمر يتعلق بنقطة تحول في حياة الحركة الوطنية المغربية التي انطلقت نحو مرحلة جديدة من العمل المنظم الواعي المثمر الذي يلبي رغبة الجماهير الشعبية المتوقة نحو مستقبل أحسن ..." ، وفي ذلك اليوم أيضا انطلقت انتفاضة على حزب الاستقلال ، حيث عمل الشهيد المهدي بنبركة على تشكيل جامعات ، من طرف القاعدة الشعبية ، ثم انعقدت تجمعات موسعة في مختلف المدن المغربية، و كذلك مؤتمرات إقليمية وانتخبت قيادات جديدة، وتحولت إلى تنظيم مؤقت سمي ب"الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال" تحت إشراف المهدي بنبركة. وتقرر إصدار أول جريدة يومية تحت إسم "التحرير" و ذلك بتاريخ 2 أبريل 1959 بالدارالبيضاء تحت إدارة محمد البصري ورئاسة التحرير عبد الرحمان اليوسفي .