في كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمناسبة ذكرى 29 يناير 1944 وتكريم المجاهد أبو بكر القادري: احتفاء بالذكرى 66 لانتفاضة 29 يناير 1944 نظم بمدينة سلا مهرجان خطابي كبير تميز بتكريم الأخ المجاهد أبو بكر القادري. وتميز المهرجان بحضور أسماء وازنة رسمية ومنتخبة ومدنية غصت بها قاعة المؤتمرات بعمالة سلا. وإذا كنا قد تطرقنا لبعض المداخلات التي تخللت المهرجان، فإننا ننشر فيما يلي بعضا مما جاء في كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. فبعد التمهيد للحدث الذي ميز انتفاضة 29 يناير المجيدة وخاصة تقدم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 وما أعقب ذلك من أحداث تاريخية عجلت باستقلال المغرب.. تحدثت الكلمة عن هذه الانتفاضة بقولها: «لقد انطلقت هذه الانتفاضة المباركة يوم 29 يناير 1944 من الرباطوسلا لتمتد شرايينها إلى العديد من المدن المغربية من خلال المظاهرات الشعبية الحاشدة تعبيرا من الشعب المغربي عن الإجماع الوطني حول إرادة التحرير والخصاص من ربقة الاحتلال الأجنبي.... «... ففي مدينة سلا احتشدت ساكنة المدينة بمختلف فئاتها من شرفاء ووجهاء وعلماء وتجار وحرفيين وفلاحين ومربين وشباب وغيرهم فشرعوا في قراءة اللطيف بعد صلاة عصر ذلك اليوم قبل التوجه نحو الرباط، غير أن قوات الاحتلال تصدت لهم بالعنف، وتم إلقاء القبض على عدة متظاهرين وفي طليعتهم رموز وأقطاب الحركة الوطنية منهم المرحوم عبد الرحيم بوعبيد رحمه الله وأبو بكر القادري أمدّ الله في عمره...» وعن التداعيات التاريخية للحدث تقول كلمة المندوبية: «لقد أحدثت انتفاضة 29 يناير 1944 تحولا نوعيا في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال بالعودة القوية للحركة الوطنية إلى الواجهة النضالية.... واندلعت انتفاضات عارمة بكل من الرباط ، سلا، فاس ، أزرو وغيرها تأكيدا لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال واستنكارا لحملات التقتيل والتنكيل والاعتقالات التي أقدمت عليها قوات الحماية مستهدفة رجال الحركة الوطنية...» «.. وقد حظيت هذه الملحمة البارزة والمحطة التاريخية الهامة في تاريخ الشعب المغربي بعناية موصولة واحتفاء دائم ومستمر ومن ذلك تنظيم مهرجان كبير بمناسبة الذكرى الخمسين لها تحت الرعاية الملكية السامية حيث تفضل جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه فأناب عنه سمو ولي العهد آنذاك جلالة الملك محمد السادس نصره الله لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لأحداث يوم 29 يناير 1944 بساحة مسجد السنة بالرباط...». وتضيف كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير: «.. يُعتبر إحياء هذه الذكرى الغالية مناسبة للتعريف بالأمجاد التاريخية والملاحم البطولية التي يزخر بها تاريخنا الطافح بالأمجاد والتي ما أحوج الأجيال الحاضرة والصاعدة إلى التزود من ينابيعها الفياضة وذلك انسجاما مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله في خطابه بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة الملك والشعب المجيدة.