احتشد قرابة 200 شخص من سكان أمام مركزالدرك الملكي وقيادة ميرلفت بإقليم تزنيت،ينددون بالإنفلات الأمني التي عرفته المنطقة في الآونة الأخيرة،من خلال انتشار ظاهرة ترويج المخدرات والكحول والقرقوبي وغيرها من السموم،على مرأى ومسمع من السلطات،مما جعلها تمتد إلى فئات واسعة من شباب المنطقة. وجاء سخط السكان على التراخي الأمني، وغض الطرف أحيانا على الكثيرمن الممارسات، بعد حادثة السير المروعة التي ذهب ضحيتها شابان وأصيب ثلاثة بكسور وجروح بليغة من أبناء المنطقة على الطريق الرئيسية الرابطة بين ميرلفت وتزنيت عبر أربعاء الساحل ليلة الأحد صبيحة الإثنين18/19يناير2009. الحادثة المذكورة كانت بسبب تأثيرالمخدرات والقرقوبي،حيث انقلبت السيارة بخمسة شبان من جراء تحكم المخدرات في سائقها، فمات من جرائها شاب في الحين،بينما الثاني لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى الحسن الأول بتزنيت يوم الثلاثاء20يناير2009،في حين أصيب اثنان بجروح وكسورفي الأيدي والأرجل والخامس برضوض على مستوى الرأس. التحقيقات الأولية أفضت إلى أن الشبان الخمسة كانوا في حالة تخدير، لما تناولوه من مخدرات وأقراص مهلوسة (القرقوبي)،والتي كانت السبب الحقيقي في انقلاب السيارة لوحدها ليلا وهم في طريقهم إلى أربعاء الساحل، لحضور حفل هناك. هذه الفاجعة خلفت استياء عميقا في صفوف السكان،وكانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس وأججت سخطهم على انعدام الأمن وغض الطرف عن ترويج المهلوسات والمخدرات،حسب تصريحات بعضهم للجريدة،خاصة أن منطقة ميرلفت الشاطئية التي يرتادها السياح والمغاربة معا طوال السنة،عرفت في السنين الأخيرة تنامي ظاهرة بيع الأقراص المهلوسة والشيرا والكحول المهربة من قبل تجارعديدين، لم يتمكن الدرك الملكي إلى حد الآن،من القبض إلا على واحد منهم،وبقي البحث جاريا على أربعة آخرين. ورغم التطمينات التي أعطاها قائد المنطقة للسكان من أجل إنهاء التمجهر،على أساس أن تقوم السلطات والدرك بإلقاء القبض على كافة مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة في اليوم الموالي، فإن المواطنين من نساء ورجال،لم يبالوا بكلامه ورفضوا مغادرة المكان بل أصروا على التجمهرأمام مركز الدرك والقيادة من الثانية زوالا إلى العاشرة ليلا، حتى يتم القبض على كافة مروجي السموم القاتلة.