قرر الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما، الوفاء بأحد شعاراته الانتخابية بالتوقيع على قرار رئاسي أمس الخميس يقضي بإغلاق المعتقل سئ السمعة بعد أقل من يومين على تسلمه مقاليد السلطة. القرار الرئاسي حدد يناير من العام القادم كأجل أقصى لإغلاق المعتقل بعد إخلائه من نزلائه جميعا، ومراجعة كل ملف على حدة بهدف محاكمة البعض وتمتيعهم بضمانات قانونية، حرموا منها خلال السنوات السبع الماضية أو محاكمة آخرين أمام هيئة دولية تحت رعاية الاممالمتحدة، وترحيل الباقي الى أوطانهم أو دول ثالثة. منظمة «يومان رايتس ووتش» التي تلقت مبكرا مسودة من القرار الرئاسي قبل التوقيع الرسمي عليه، رحبت بالقرار وقالت إنه "بجرة قلم واحدة سيحقق الرئيس اوباما تقدما عظيما على طريق استعادة امريكا لسلطتها الاخلاقية". وأضافت المتحدثة باسم المنظمة الدولية ان اغلاق رمز عالمي للتعذيب "سيحرم الارهابيين من اداة قوية للاستقطاب". لكن الشعار الانتخابي الذي رفعه اوباما خلال الحملة، واجه مصاعب عملية لإغلاق المعتقل في أسرع وقت ممكن بسبب السرية التي تعاملت بها حكومة الرئيس بوش التي لم تعط ملفات المعتقل حتى للكونغرس وايضا بعد ثبوت تعذيب المعتقلين. اصرار الرئيس السابق بوش ونائبه تشيني على نفي التعذيب ،انفجر في وجههما في الاسبوع الاخير من حكمهما بعد ان اعلنت قاضية مشرفة على توجيه التهم الى المعتقلين انها لم تستطع توجيه تهم الى السعودي محمد القحطاني بسبب ما تعرض له من تعذيب.واكدت القاضية سوزان كراوفورد "اننا عذبنا السيد القحطاني ولم استطع تقديمه للمحاكمة" حالة القحطاني وأمثاله لاتستطيع واشنطن محاكمتهم، لأن أية هيئة قضائية ستبرئ ساحتهم، لأنها لن تستطيع استخدام أدلة الحكومة ضدهم بسبب حصولها على تلك الأدلة عن طريق التعذيب، لكن الحكومة الامريكية لن تستطيع إطلاق سراحهم أيضا. تفكير بعض الخبراء القانونيين في حملة أوباما بتصميم ما وصفوه "بالاعتقال الوقائي" تعرض لانتقادات لاذعة من طرف دعاة حقوق الانسان، واعتبروه صيغة لاتختلف كثيرا عن فكرة غوانتانامو وإن خلت من التعذيب. التعامل مع مثل هذه الحالات والبحث عن دول تستقبل بعض المعتقلين، إما لأن بلدانهم الاصلية تمارس التعذيب أو لا تريد عودة رعاياها من غوانتانامو، بالاضافة الى وضع الترتيبات النهائية لمكان وزمان المحاكمات، حمل مسؤولي البيت الابيض الجديد على طلب مهلة عام كامل. «يومان رايتس ووتش» أعربت عن القلق لأن الامر الرئاسي لم يتطرق الى سبعة عشر مسلما صينيا مازالوا يقبعون في غوانتانامو على الرغم من أن "النظام" القضائي على علاته في المعتقل وجدهم أبرياء إلا أنهم لايستطيعون العودة الى الصين، خشية مواجهة إعدام محقق في حين لم تتطوع دولة واحدة حتى الآن لاستقبالهم خشية الغضب الصيني. وكانت البانيا قد استقبلت خمسة منهم قبل حوالي عام في حين رفضت حكومة بوش إطلاق سراح الباقي في الولاياتالمتحدة حيث لديهم بعض الاقرباء. ويعتقد على نطاق واسع أن المشاعر الايجابية التي خلفها فوز أوباما في جميع انحاء العالم تقريبا، ستساعده في النجاح في ما اخفق فيه سلفه في العثور على عواصم متعاونة لاستقبال بعض المعتقلين للمساعدة على إفراغه. بعض الأجنحة اليسارية والحقوقية بدأت تشعر بقلق كبير خلال المرحلة الانتقالية لأنها شعرت بأن أوباما يبعث إشارات تحمل على الاعتقاد بأنه قد يتراجع عن شعاره الانتخابي، ومارست ضغوطا متزايدة وصلت ذروتها بافتتاحية طويلة للغاية في «النيويورك تايمز» يوم الاحد الماضي اختتمتها الصحيفة الامريكية بالقول «نقر بأن المهمة شاقة. وحتى يتحقق الهدف سيتعين على البيت الابيض ووزارتي العدل والدفاع في عهد اوباما أن يعيدوا بناء معنويات هيئات قضائية استبدل فيها المهنيون بوصوليين، كانت مهمتهم تعصير القانون لتبرير قرارات أسيادهم. إن المهمة ضرورية لإصلاح سمعة البلد في مختلف انحاء العالم. كما أنها ضرورية لإعادة ثقة الامريكيين في أنفسهم وفي حكومتهم.إنها السبيل الوحيد الذي يتعين اتباعه.