حين توفي شقيقه عاصي الرحباني زوج السيدة فيروز، الذي عرف بألحانه الخالدة لأشهر الأعمال الفنية لمطربة لبنان الأولى، قال في حقه كلمة بليغة وآسرة، مما جاء فيها: « ستسقط أوراق الخريف ولست هنا.. سيأتي الربيع ولست هنا.. سيغرد السنونو ولن تكون هنا.. عاصي هناك وأنا هنا.. أنا رجل نصفه يمشي فوق الأرض ونصفه الآخر في الضباب.. أنا رجل مشطور نصفين بدون شقيقي عاصي ».. أمس جاء الخبر من بيروت أن منصور الرحباني قد سافر بجسده كاملا الآن إلى الضباب، وأنه التحق بشقيقه عاصي كي يكتبا معا منذ الأمس قصيدة الغياب.. برحيل منصور الرحباني يفقد الشعر العربي الأصيل، واحدا من أسلس شعرائه الذين مجدتهم الأغنية والذين ارتقوا بالفن العربي عاليا في دنيا الخيال والإبداع والفرح بالحياة.. الآن ستحزن الجداول في لبنان، وستحزن غابات شجر الأرز في جبلها العالي، وستحزن الأطيار لأنها لن تجد بعد اليوم من تغار من جمال صوره التي تحلق بصوت فيروز في دنيا الشدو والنغم.. شئ ما لن يعوض في لبنان إلى الأبد.. وداعا منصور الرحباني..