المدرسة الرحبانية تفقد أحد أعمدتها فقد لبنان، أمس الثلاثاء، الفنان الكبير منصور الرحباني، الذي كان يعالج في مستشفى (أوتيل ديو) في بيروت. "" بعد إصابته بأنفلونزا حادة أثرت على رئتيه، ما استدعى نقله إلى غرفة العناية المركزة، حيث مكث ثلاثة أيام، ثم أخرج منها، لكنه بقي تحت المراقبة بعدما رفض الأطباء السماح له بالعودة إلى منزله. ويعتبر منصور حنا إلياس الرحباني، المزداد عام 1925، واحدا من اثنين شكلا في تاريخ الموسيقى العربية ما عرف بمدرسة الأخوين الرحباني، عاصي ومنصور. ازداد الراحل منصور، الشقيق الأصغر للراحل عاصي، زوج الفنانة فيروز، في بلدة إنطلياس في لبنان، حيث قدما، تحت اسم الأخوين الرحباني، الكثير من المسرحيات الغنائية والاستعراضية فكانا، بلا منازع، أفضل من قدم أعمالا من هذا النوع في العالم العربي، وكانت الفنانة فيروز البطلة المطلقة في جميع هذه المسرحيات، إذ شكلوا في فترة الخمسينيات ثلاثيا أبدع في التراث الموسيقي العربي، الذي حقق العالمية. وبرز اسم منصور الرحباني لأول مرة، بعد وفاة عاصي عام 1986، في مسرحية (صيف 840)، وكانت من بطولة الفنان غسان صليبا والفنانة هدى، وكان نجاحها حافزا لاستمراره في مزيد من الإنتاج، فقدم مسرحية (الوصية)، من بطولة غسان صليبا أيضا والفنانة هدى، كما قدم مسرحية (ملوك الطوائف)، من بطولة صليبا وكارول سماحة، التي كانت تعمل ضمن الفريق في أول مسارها الفني، إضافة إلى مسرحية (المتنبي)، من بطولة صليبا وكارول سماحة، ومسرحية (حكم الرعيان)، من بطولة الفنانة لطيفة التونسية، ومسرحية (سقراط)، من بطولة رفيق علي أحمد، وأخيرا المسرحية الغنائية (عودة طائر الفينيق)، التي افتتح بها مهرجان بيبلوس لهذه السنة، فكانت آخر توقيعاته الفنية، التي أخذت منه سنتين من البحث والتأليف، ومازالت تعرض على خشبة (كازينو لبنان) إلى غاية 27 فبراير المقبل. وتتناول المسرحية أسطورة العنقاء، أو طائر الفينيق، في عرض مميز على امتداد ثلاث ساعات، والحضارة الفينيقية، وهي من إخراج نجلي منصور، مروان وأسامة، الذي شارك أيضا في الإنتاج. وجاءت هذه المسرحية، تعبيرا عن أمل منصور قبل رحيله، في أن ينهض لبنان من وسط الرماد من جديد، بعد احتراقه بصراعات داخلية وخارجية، كما هو الحال في أسطورة العنقاء.