دأبت المؤسسة منذ تأسيسها سنة 2001 على تخليد هذا الحدث الوطني الهام بكل مظاهر الوطنية وتخليدا للحدث ووفاء لقيمه ومبادئه وحيث حرصت على تكريم أحد رواد الحركة الوطنية وأحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال المجاهد الوطني الرائد أبو بكر القادري بالإضافة إلى تنظيم لقاءات تعريفية بالحدث داخل المؤسسات التربوية والتعليمية وتنظيم معارض خاصة بالمناسبة. وبحلول الذكرى 65 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ( 11 يناير 1944 ) ومعها تستحضر المؤسسة بكامل الفخر والاعتزاز أهمية إطلاق تلك المبادرة التاريخية إلى جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله، وإلى المقيم العام الفرنسي وإلى ممثلي دول الحلفاء، والتي شكلت فصلا متميزا من فصول تاريخ الحركة الوطنية المغربية، التي تعد بكل المقاييس السياسية والتاريخية نقطة تحول بالغة الأهمية فيما سيعرفه المغرب لاحقا من أحداث وتطورات بلغت ذروتها بنفي الملك الوطني محمد الخامس وعائلته يوم 20 غشت 1953 والتي أعطت في نفس الآن الشرارة الكبرى للمقاومة المسلحة في كل أجزاء التراب الوطني دفاعا عن الكرامة والحرية ونضالا مستميتا لعودة الشرعية ونيل الاستقلال الوطني ولتبدأ مسيرة الجهاد الأكبر والمستمر وتتوجها حاليا أوراش البناء والتنمية في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله . لقد شكل حدث المطالبة بالاستقلال وما واكبه من حماس وطني لافت مدرسة وطنية بامتياز لرجال الحركة الوطنية ورموز الفداء والمقاومة ليقدموا دروسا مفعمة بالوطنية الخالصة والمبادئ الثابتة وهي ما سعوا إلى استنباته وزرعه في أجيال أبنائهم وعموم الشباب المغربي ليحافظوا على مشعل الإخلاص للمبادئ والعقيدة والدفاع المستميت عن حب الوطن وليكونوا قدوة ونموذجا للأجيال اللاحقة في المثابرة والإيثار والسلوك القويم والمثالي الذي لا تخدشه مهما طال الزمان حوادث عابرة أو نزوات فردية. لقد كان الحدث صورة لرجال أفذاذ صنعوا ولإرادة صلبة ومشتركة إحدى ملاحم المغرب في منتصف الأربعينات وسطروا بإيمانهم ومبادئهم خارطة طريق لمسيرة التحرير والفداء والمقاومة وهي مناسبة نستحضر فيها بكل خشوع أرواح من توفوا منهم والدعاء لهم بالمغفرة والثواب والصحة والعافية لمن لازالوا على قيد الحياة . كما أنها مناسبة للتعبير باسم المناسبة في الظرفية الحالية عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني من محن الدمار والتشريد في غزة عن كامل المساندة والدعم والإكبار اللا مشروط لبطولاتهم واستبسالهم وبطولاتهم التي يسجلها لهم التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز.