عبد السلام بنصالح الذي انتخب كاتبا عاما للاتحاد الجهوي للفدرالية الديمقراطية للشغل بطنجة كان له الفضل الكبير بمعية العديد من المناضلين في المساهمة في التحاق جماعي بالفيدرالية، بل أكثر من ذلك طرح بنصالح عدة أفكار وبرامج عمل من أجل جعل الفيدرالية في طليعة النقابات وأكثرها تمثيلية. ومن خلال هذه الدردشة معه، يروي الأخ بنصالح تفاصيل الالتحاق وتأثير هاته المبادرة على الفعل النقابي وكذا على مصالح الطبقة العاملة وأن سن 74 سنة لن يثنيه عن المساهمة بجانب إخوانه في كسب الرهانات المطروحة. ماهي القناعات التي ترسخت لديكم وأفضت إلى التحاقكم جماعيا بالفدرالية الديمقراطية للشغل؟ فعلا تكونت لدي قناعة راسخة ومطلقة بأن لا موقع للكيانات الصغرى ضمن الخريطة النقابية بالمغرب وأن مصالح المأجورين تكمن في وحدة الصف لا في تشتيته، كما ان مطالب الطبقة العاملة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العمل الوحدوي الجاد والمسؤول. ومن هدا المنطلق فتحنا نقاشات وعقدنا سلسلة من الاجتماعات الداخلية بين كافة المناضلين بهدف بلورة تصور عام حول المشهد النقابي بالمغرب، أفضى إلى اقتناع جماعي راسخ بضرورة تعزيز صفوف الفدرالية الديمقراطية للشغل، ومن ثم ربطت الاتصالات مع إخواننا في الفدرالية محليا ومركزيا حول هاته المبادرة الوحدوية، والتي احتضنت من طرف الجميع وساهم كل من موقعه في صياغة هذا الحدث النضالي الكبير الذي ولا شك سيكون له وقع إيجابي على مصالح الطبقة العاملة . كما أضيف بأني لا أجد عقدة أو أي حرج بالاعتراف ببعض أخطائي والعمل على تصحيحها وهاته المبادرة تعتبر نقدا ذاتيا في هذا الاتجاه. بعد تعزيزكم لصفوف الفيدرالية الديمقراطية للشغل أين تضعون موقع الفيدرالية ضمن المشهد النقابي؟ أولا يجب التذكير بأن مدينة طنجة لها أهمية خاصة في النسيج الاقتصادي والتجاري بالمغرب وهو ما يدفع بالتنظيمات النقابية إلى فرض وجودها وامتداداتها. والفيدرالية الديمقراطية للشغل ستحاول أن تكون في طليعة هاته التنظيمات بفضل مناضليها الذين راكموا تجارب نقابية هامة، فضلا عن المبادئ الواضحة التي تأسست عليها الفيدرالية، وهو ما يجعلها تحظى بمصداقية أكثر واحترام كبير، إضافة إلى هاته المبادرة التي سوف تعزز من هذه المصداقية وتجعل منها التنظيم الأكثر فعالية. بعد انتخابكم على رأس الجهاز الجهوي للفيدرالية الديمقراطية بطنجة، ما هي الأولويات التي ترونها ضرورية الآن؟ بعد تشكيل المكتب الجهوي للفيدرالية سنعمل على وضع تصور عام للعمل وذلك عبر محورين: الأول من خلال تحديد الأولويات والتي تتجلى في حصر لوائح المأجورين بالقطاع العام و الخاص لوضع لائحة اللجان الثنائية التي سيتم الاقتراع بشأنها خلال الأشهر القليلة القادمة، وهي مدة تفرض علينا الانكباب للتحضير لهذا الاستحقاق لكسب رهانه المنتظرة، وذلك عبر تنظيم قطاعاتنا وهيكلتها وخلق نقاش بين كافة مكوناتها. كما أن هناك عملا كبيرا ينتظرنا لا يقل أهمية عن الأول وهو التحضير لتظاهرة فاتح ماي التي نأمل انطلاقا من هاته المبادرة الوحدوية أن تكون بالنسبة للفيدرالية أحسن تظاهرة وأكثرها تنظيما بمدينة طنجة، وهذا التحدي ليس بالمستحيل على مناضلينا الذين لهم إمكانيات وقدرات تعبوية ونضالية كبيرة لكسب هذا الرهان. و في ما يخص المحور الثاني، فإننا سنحاول أن نكون في طليعة العمل النقابي على مستوى جهة طنجة تطوان ، من خلال ربط الاتصال مع إخواننا في العرائشوتطوان وشفشاون وأصيلة للتفكير جماعيا في خطة عمل مشتركة لتطوير آلياتنا التنظيمية والرقي بها إلى مستوى أفضل لتحقيق المصلح العليا للطبقة العاملة، وهاته الخطوة تصب كلها في تقوية جهتنا التي لا يمكن أن تتطور إلا بإقرار حقوق الطبقة العاملة وصون كرامتها، انسجاما مع ما يتوخاه المغرب من جهوية فعالة وقوية.