غادرنا إلى دار البقاء، وفي صمت، الأستاذ والمناضل إبراهيم الراضي الذي ترك، رحمه الله، بصمات راسخة بمدينة الإنبعاث أكادير، فهو لم يكن فقط أستاذ مادة الفلسفة، بل كان كذلك مناضلا حزبيا من الصنف الذي يترفع عن السلوكات الصغيرة، والأفعال الصغيرة. وفي مساره كبرلماني، وكذا كرئيس لبلدية أكادير لا أحد ينسى أفضاله على الكثيرين، وعلى قطاعات مختلفة يتداخل فيها الاجتماعي، بالثقافي، وبالفني، وبالرياضي. وبالنسبة لهذا المجال الأخير كانت للمرحوم إبراهيم الراضي أيادي بيضاء على أندية وفرق أكادير، وعلى رأسها الحسنية. فقد كان رحمه الله يدعم كل فرق المدينة بما فيها الرجاء ونجاح سوس، وفرق أخرى. كما أنه كان عضوا بالمكتب الإداري للحسنية، قبل أن يصبح رئيسا لها خلال موسمين في بداية عقد التسعينيات. ولعل ما ميز تسييره خلال هذه الفترة هو العمل بمبدأ - أساس يتمثل في تجاوز سياسة تدبير الأزمة والبحث عن حلول تجعل النادي يضمن لنفسه موارد قارة ومنتظمة. ومن هنا جاء دعمه، من موقعه كمسؤول جماعي، لمشروع بناء رواقين بمحاذاة ملعب الإنبعاث، وهو المشروع الذي تحقق وأصبح يتيح لحسنية أكادير أن تضمن موارد مالية سنوية تقدر ب 150 مليونا من السنتيمات. وقد قدم المرحوم الراضي، من خلال دعمه لهذا المشروع، ودعمه كذلك لمشاريع الفرق الأخري، نموذجا سيتم اتباعه في بعض الجماعات المجاورة كآيت ملول والدشيرة التي أصبحت فرقها شبه محتضنة من لدن المجالس الجماعية. لهذا يمكن القول إن المرحوم إبراهيم الراضي سيبقى إلى جانب أسماء أخرى كالحسين الراديف، وغيره من العلامات البارزة في التسيير الرياضي السوسي. رحم الله الفقيد، وتعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة لأسرته الصغيرة، ولكل من بقي فيه شيء من ثقافة الامتنان والإعتراف بما حققه الرجل. وإنا لله وإنا إليه راجعون.