«السينما ورهانات الحداثة» هو محور العدد الجديد لمجلة "الحياة الثقافية" التونسية لشهر دجنبر2008 الماضي الذي جاء زاخرا بالمواضيع التي تعنى بكثير من التحليل والإسهاب في الطرح الإستيتيقي بواقع السينما في تونس وبرهانات الحداثة، فضلا عن مقاربات وقراءات في بعض الاصدارات الأدبية والشعرية، الى جانب الأركان القارة للمجلة والمتعلقة بالمتابعات والقصة والشعر وبمكتبة الحياة الثقافية. وقد شملت الدراسات والبحوث التي طرحها نخبة من الباحثين والنقاد والأساتذة الجامعيين بخصوص السينما ورهانات الحداثة العديد من الجوانب التي تهم تاريخ السينما التونسية والإشكاليات والصعوبات التي تواجهها والنقد السينمائي في تونس من الألف إلى الياء وهو عنوان مقال طريف لمنير فلاّح إستعرض فيه جملة من ألمع نقّاد السينما في تونس والمشتغلين فيها كالصحفي محمد حاذق العرف والناقد السينمائي قبل أن يصبح مخرجا النوري بوزيد وسميرة الدامي والهادي خليل وخميس الخياطي وآخرين. كما تم التعرض الى التجربة السينمائية التونسية ما بين التحديات والرهانات مع التساؤل عن دور الشباب في السينما، في حين اعتنت دراسات اخرى بمسألة الاخراج الوثائقي للواقع في بعض الأشرطة التونسية الحديثة وكذلك بإشكالية الصورة بين الإستشراقية والفن المعاصر. ويطلع العدد أيضا قراءه على كتابي "الفباء السينما التونسية" للهادي خليل و"شاشات وفرة أم سينما تحرّر في افريقيا" للطاهر شريعة. في حين أشارت الدراسة التي أعدها الأستاذ والمسرحي التونسي كمال العلاوي التي حملت من العناوين "التحويل السينمائي للمسرح" الى أن المسرحيات التي وقع استغلالها للسينما لا تحصى ولا تعد مستدلا بنماذج من مسرحيات شكسبير التي ألهمت عديد السينمائيين وبالتالي ساهمت في اثراء الإبداعات السينمائية من ضمنها مسرحيات "ترويض الشرسة" و"ريشارد الثالث" و"هاملت". لينهي يونس سلطاني مجموع الأطروحات الثلاثة عشر التي وشّحت العدد 198 من المجلّة الثقافية الشهرية الأشهر في تونس بتقديم مستفيض بالكلمة والصورة عن أهم إنجاز تكنلوجي سينمائي في تونس منذ سنة 2005 والمتمثّل في "القطب التكنلوجي والصناعي للسينما والقطاع السمعي البصري بقمرت" حيث أن التقنيات المتوفرة بالقطب تضاهي أو ربما تفوق نظيراتها في إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. وأوردت المجلة في ركن مقاربات وقراءات في بعض الإصدارات أربع مقالات هي تباعا: "الرمزي ورهانات التحديث دراسة في نماذج من القصيدة التونسية المعاصرة" بقلم حسين العوري، و"النقد الأدبي في تونس خلال القرن العشرين "مسعى إحاطة"" بقلم سليمة الجوادي، و"الخيال في رواية "القعر والماقعر" لمحمد الحبيب حامد" بقلم الهادي غابري، وأخيرا "تجليّات الموت المنزوع من أفقه الأخروي: قراءة في قصيدة "حالة حصار" لمحمود درويش" في عرض لرمضان بن رمضان. وتابع العدد 198 من "الحياة الثقافية" التي تصدرها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية منذ سنة 1975 فعاليات الدورة 22 لأيام قرطاج السينمائية التي إلتأمت بتونس من 25 أكتوبرالى غاية 1 نوفمبر الثاني من العام الماضي، حيث وصف لسعد بن حسين الدورة بدورة المفاجآت قائلا في هذا الخصوص: "إنها دورة المفاجآت، مفاجآت جاءت في مجملها سارة سواء على مستوى التنظيم.. أو على مستوى الإقبال الجماهيري، وخاصة على مستوى نوعيّة الأفلام المشاركة سواء في المسابقات الرسمية بمختلف فروعها أو على مستوى "أفلام البانوراما" التي عرضت على هامش الأيّام"، ليكتب محمود الجمني عن "حضور الطفل في مسابقة الأفلام الطويلة لأيّام قرطاج السينمائية" في الدورة الثانية والعشرين، في حين إهتم حسن عليلش بمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب سنة 2008 معتبرا إياه إلتزاما متميزا لتونس في نشر الثقافة السينمائية لدى الناشئة.