لم يكن الجمهور القنيطري ينتظر الهدية الثمينة التي قدمها فريقه بكل مكوناته والمتمثلة في فوز ثمين وغالي على أقوى مرشح للفوز باللقب الجيش الملكي، وذلك في يوم نهاية السنة الميلادية الذي صادف هده المواجهة التي اعتبرت دوما قمة الغرب. نعلم جيدا انه خلال مثل هذه اللقاءات لا تراعي فيها مستويات ودرجات ترتيب، بقدر ما يراهن الكل على فوز يرضي به جماهيره، هذه الجماهير التي تقاطرت على الملعب البلدي بالقنيطرة باكرا رغم أن المقابلة جرت يوم الاربعاء، وهو ما لم يمنع الحضور المكثف لهذه الجماهير التي أتت من كل جهات الغرب إضافة الى محبي الجيش الذين أتوا للقنيطرة على متن قطار خاص. جمهور الكاك والجيش قدم عروضا راقية في التشجيع، وخلال هذه المواجهة تفوق كالعادة الجمهور القنيطري من خلال تقديمه للوحات تشجيعية رائعة، زادت من حماس اللاعبين المحليين،. الجماهير الحاضرة سواء المحلية او الزائرة، توحدت في حالة واحدة وهي التضامن مع أهالي غزة، حيث رددت جماهير الكاك والجيش بصوت واحد «بالروح بالدم نفديك يا غزة». مع بداية الشوط الأول من المقابلة اتضح جليا أن هناك بعض الغيابات داخل المجموعتين: بنعلي، بلال، الشيخ، ديانغ، شوقي من الكاك، علاوي، قبلي، بن ادريس، وادوش من الجيش. ورغم هذه الغيابات، فإن العناصر التي نزلت إلى الميدان قدمت عرضا جيدا، رغم أن الصراع التكتيكي بين الإطارين الوطنيين يومير وفاخر بدا جليا، لأن أسلوب الحيطة والحذر وغياب المغامرة هو الذي سيطر، وقد اتضح كذلك، أنه كان هناك صراع جدي للسيطرة على رقعة وسط الميدان وجعلها نقطة انطلاق نحو مرمى الحارسين زهير لعروبي وطارق الجرموني، وفعلا تناوب الفريقان السيطرة على وسط الملعب، لكن لم يكن ذلك كافيا لخلخلة خطي الدفاع، لينتهي هذا الشوط بالتعادل الأبيض. الجولة الثانية عوض خلالها بوبو زميله نور الدين جبارة الذي أصيب، وهذا ما جعل المدرب يومير يحول العميد أبو أيمن من مدافع متأخر الى لاعب محوري وسط الميدان، داعما زميله كريم الدافي، هذا التحول أعطى أكله، حيث أصبح المحليون يصلون الى مرمى الجرموني عبر ثلاثة أو أربعة تبادلات للكرة، مما أربك الدفاع العسكري، لكن لم يستغلها المهاجمون المحليون. ضغط لاعبي الكاك استمر دون استسلام وبمؤازرة من جماهير المنصة العمومية، كانت الهجمات كانت تبنى من الدفاع الى الوسط فالهجوم. ومن خلال هذا النهج وفي د 67 تبادل كروي جيد بين الدافي مازيني، البخاري، وصلت فيه الكرة للعميد رشيد برواس الذي توغل داخل مربع عمليات فريق الجيش الملكي لتتم عرقلته، الحكم بوحزمة الذي كان قريبا جدا من العملية لم يتردد في الاشارة الى نقطة الجزاء، برواس وكعادته أخذ الكرة ووضعها في نقطة الجزاء وأسكنها في الركن الأيسر للحارس الجرموني الذي ارتمى يمينا.. ليلتهب الملعب البلدي ويشعل فرحا تحت الامطار التي كانت تتساقط والتي لم تحد من فرحة الجماهير. باقي فترات اللقاء عرفت اندفاعا للزوار واجهته بقوة التدخلات الجيدة لبوبو، صدقي، لعناية وخاصة خربوش الذي غادر دفاعه وكاد أن يوقع الهدف الثاني لصالح فريقه، لتنتهي المباراة بفوز رابع على التوالي أشبال عبد القادر يومير، فوز سيخرس الألسن الطويلة التي هللت وفرحت للنتائج المتواضعة التي حصلها فارس سبو سابقا. تحكيم السيد بوحزمة كان في مستوى المواجهة، الجمهور الذي أدى ثمن التذكرة بلغ عدده 7462 متفرجا تركوا في صندوق الكاك بعد خصم كافة المصاريف ما قدره بالدرهم. 109.702,00 التنظيم الذي أشرفت عليه شركة من الدارالبيضاء بقيادة نائب رئيس النادي القنيطري الحاج محمد الفيلالي كان جيدا، الأمن وكالعادة بالقنيطرة كان منظما ومتعاونا، إذ أشرف على توفير الامان للجماهير العسكرية منذ وصولها لمحطة قطار القنيطرة حتى مغادرتها له، مما جعل اللقاء يمر في أحسن الظروف دون اصطدامات.