وردت على مفوضية الشرطة بالفقيه بن صالح إرسالية من النيابة العامة بابتدائية الفقيه بن صالح بتاريخ 02/09/2008 متضمنة لتقرير إخباري من باشا المدينة مؤداها أن بعض «الفقهاء» يتعاطون النصب والاحتيال، حيث أدرج ضمنها إسم الضحية الشرقاوي فريح، من مواليد 1960 ببني عون والساكن بمنطقة بني عون دائرة سوق السبت أولاد النمة تحت عدد 2557/08 بتاريخ 11/09/2008 مرفقة بشكاية الضحية الثاني فلوس الكبير من مواليد 1944 بالفقيه بن صالح، ييار مهاجر بالديار الإسبانية الذي صرح في هذا المضمار، أنه كان ضحية عملية نصب واحتيال من لدن بعض الدجالين، هذه العملية إذن كلفته أداء 350 مليون سنتيم على مراحل، وذلك بادعائهم القدرة على استخراج الكنوز من باطن الأرض متبعين في ذلك أساليب الترغيب والترهيب في نفس الآن. مرحلة البحث التمهيدي بعد التمكن من المعطيات والإمساك بخيوط القضية، تم الاستماع إلى الضحية الثاني صاحب الشكاية المعروضة خلال شهر شتنبر الماضي، المسمى فلوس الكبير مؤكدا ماجاء في شكايته التي سرد فيها التفاصيل والكيفية التي تم استغلاله وابتزازه بواسطتها من قبل شخص يدعى (ك.ح) من ساكنة حي سيدي أحمد الضاوي بالفقيه بن صالح، وشخص آخر يدعى(ص.أ) مؤذن بحد لبرادية ومرافقين لهما، فيما تم إيهام الضحية الأول فريح الشرقاوي بأن أسفل بيته يوجد به كنز، كما طالبوه بأداء مبلغ 15 مليون سنتيم قصد اقتناء العطور من العربية السعودية ! والتي ستتيح إمكانية فتح الكنز من قبل ملك الجن ! . التحقيق مع الأظناء وسقوط القناع أثناء البحث الأولي مع الظنينين، بعد اعترافهما مسبقا بالمنسوب إليهما، أكدا نصبهما على 6 أشخاص آخرين لم تتمكن عناصر الشرطة القضائية من الاستماع إليهم، نظرا لتواجدهم بأرض المهجر، حيث تراوحت المبالغ المتحصلة من هؤلاء الضحايا مبالغ متفاوتة تراوحت ما بين 9000 و 60 ألف درهم. ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن المعتقلين رفقة شخصين آخرين كانا في حالة فرار، حيث كانوا يقومون بعملية نصب مماثلة بدول عربية، من خلال تهييء حفظة قرآن بتلك الدول للقيام بنفس الأعمال هنا بالمغرب. المطالبة بالكنز المفقود مع مرور الأيام، بدأ الضحية الثاني، الذي وقع في شراك هؤلاء الدجالين بمطالبة هؤلاء بما تم الاتفاق عليه سلفا، هنا بدأت مسألة التهديد; وذلك بإيهام المعني بالأمر بأن ملك الجن سيقوم بإيذاء أفراد أسرته إن هو طالب أو أفشى سر هذا الأمر، الذي لم يكن سوى خدعة انطلت على طالب الكنز الذي استفاق أخيرا من غيبوبته، لكن بعد فوات الأوان... تقديم الظنينين أمام العدالة بعد استدعاء أحد الظنينين المدعو (ح.ك)، وإخضاعه لبحث دقيق، اعترف أخيرا بالمنسوب إليه ، كما دل على باقي شركائه، ومنهم الظنين الثاني(ص.أ) الذي تم اعتقاله من مقر سكناه بحد البرادية، بعدما تمكنت عناصر الشرطة القضائية من حجز مبالغ مالية متحصلة من ذلك النشاط وصلت إلى 67 ألف درهم من الظنينين المعتقلين طبعا. كما تم حجز مجموعة من الكتب الصفراء يتم استعمالها للنصب والإيقاع بضحاياهم، ليتم فيما بعد تقديمهما أمام أنظار وكيل الملك بابتدائية الفقيه بن صالح بتاريخ 28/11/2008، حيث تمت إدانتهما بتهمة تكوين شبكة متخصصة في النصب والاحتيال، والادعاء باستخراج الكنوز من باطن الأرض، ب 2 سنتين حبسا نافذا مع مصادرة 67 ألف درهم لفائدة الخزينة العامة، مع إرجاع الظنين الأول 140 مليون سنتيم للضحية المشتكي، وعلى الظنين الثاني إرجاع 40 مليون سنتيم ، وبتعويض مدني للمشتكي ب 50 مليون سنتيم تؤدى بالتضامن بينهما.