لم يسلم الميدان الرياضي، وكرة القدم بشكل خاص، من «حصارات» المعتقدات والثقافات التقليدية التي وضعت العديد من المواضيع الحياتية في خانة المسكوت عنه، وضمن الطابوهات التي يعتبر الحديث عنها مغلفا بقائمة من الممنوعات وبعلامات قف : ممنوع.. الحديث! على هذا المستوى، وحدهم بعض المدربين الأجانب الذين اشتغلوا في بعض أنديتنا الوطنية، هم من حملوا معهم بعضا من «جرأة» فتح ملفات تتعلق بمناقشة الجنس في حياة لاعب كرة القدم، ونادرا جدا ما كان يحذو أحد المدربين المغاربة حذوهم، ويبادر، بدون تقيد أو إحراج، إلى اعتماد حوار مفتوح مع لاعبيه، تطرح فيه القضية الجنسية كمؤثر في الممارسة الرياضية. على هذا المستوى، سارت الأمور، ولم ينجح المحيط الكروي في توضيح كل الخيوط المتعلقة بالحياة الشخصية للاعب، ومدى ارتباطها بمردوده على أرضية الميدان، خصوصا في ظل نظام «الهواية» الذي يلف هذا المحيط، ويجعل اللاعب «حرا» في تدبير شؤون حياته، بدون توجيه أو إرشاد أو مراقبة، مع ما يترتب عن ذلك، من إمكانية تعرضه لما يمكن أن يشكل له اختلالات تحد من طاقاته وتقلص من عطائه. وتأتي المعاشرة الجنسية، كعامل يمكن أن يخلف العديد من التفاعلات السلبية، خصوصا في الوقت الذي يعم فيه جهل كبير بخصوص تنظيم برنامجها، ومواعيد ممارستها بدون أن تشكل تهديدا مباشرا على صحته! الجهل يخيم على محيط أنديتنا الوطنية، ويدخل هذا الموضوع في خانة الفراغ، بدون أضواء وبعيدا عن مناقشة علمية تربوية، وعلى نفس المستوى من الاهتمام الذي أضحت تحظى به القضايا الأخرى كالتغذية، والمنشطات وغيرهما. والسؤال يظل مطروحا.. ما هي درجة الوعي لدى مسؤولي أنديتنا ولاعبينا بحساسية «حضورالجنس» عند ممارسي كرة القدم؟