«يظل، في حقيقة الأمر، موضوع الجنس، مغلفا بكثير من الغموض وعدم الوضوح في الساحة الكروية الوطنية، ويرتبط ذلك أساسا بأسباب متعددة، في مقدمتها بالخصوص أن كرتنا لاتزال تعيش نمط «الهواية» المطبوعة ب «حرية» التصرف والسلوك، التي تجعل اللاعب غير مقيد بأدنى ضوابط أو مراقبة. كما تقف عاداتنا وتقاليدنا «مانعة» ومبعدة ثقافة الحوار المكشوف وطرح موضوع الجنس بدون خجل أو تخوف. في اعتقادي، أن تنظيم الحياة الجنسية لدى لاعب كرة القدم، يجب أن تنال اهتماما يوازي الاهتمام الممنوح لجانب الإعداد البدني والتقني، وكل الجوانب الأخرى المتعلقة بتهييء اللاعب كالتغذية مثلا. فسوء تنظيم مواقيت الحياة الجنسية، يمكن أن يخلف عواقب سلبية جدا، على مستوى إضعاف الحمولة البدنية، العضلية منها والتنفسية، ويزداد الأمر صعوبة وسوءا، عندما تعرف الممارسة الجنسية مبالغة وإكثارا منها لدى اللاعب، خصوصا عندما يبرمج لها مباشرة بعد انتهاء اليوم الذي يكون قد خاض فيه مباراة. وحسب بعض المعطيات الطبية، فاللاعب الذي يمارس الجنس في نفس اليوم الذي شارك فيه في المباراة، يكون معرضا لعواقب صحية من الصعب جدا أن يتمكن من استرجاع توازنها قبل 15 يوما على الأقل. وهذا ما يفسر مثلا، تراجع مستوى لاعب كان عطاؤه جيدا في مقابلة ما، ولكنه أمام اندهاش متتبعيه، يظهر بمسوى ضعيف جدا في المباريات الموالية. والأكيد أيضا، أن الثقافة الجنسية تظل مغيبة بشكل كبير في المشهد الكروي الوطني، ولا يتم فتح النقاش حولها إلا نادرا. وغياب هذه الثقافة ينتج غالبا من غياب الوعي الكافي بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الممارسة الجنسية لدى اللاعب، وغياب محاور تربوي وطبي في أنديتنا الوطنية، مختص في هذا الموضوع. فأغلب أنديتنا لاتتوفر على طبيب يشتغل بشكل قار، وعلى مدى أيام الأسبوع كله، وكثير منها يحضر معها الطبيب يوم المقابلة فقط، مما يقلص من مساحة النقاش وتبادل الحديث بينه وبين اللاعبين، هذا الأمر يفرض على المدرب شغل هذا الفراغ، ويحاول بتجربته وخبرته، فتح النقاش مع لاعبيه، كما يفعل بخصوص التغذية والإعداد البدني والتقني وغيرها من الأمور المرتبطة بعملية تحسين مستوى اللاعب. عن تجربتنا كلاعبين سابقين، فالأمر كان يتعلق دوما بذهنية اللاعب، ومدى انضباطه وتقيده بنصائح من سبقه من اللاعبين، وبتوجيهات مدربيه، وكانوا في معظمهم أجانب لايترددون في طرح كل المواضيع بدون أدنى حرج. وعندما ولجت ميدان التأطير والتدريب، لم أتردد، بدوري ، في مناقشة الموضوع مع لاعبي كل الأندية التي أشرفت على تدريبها».