«أعتقد، وبحكم انخراطي لسنين طويلة في عالم الرياضة وكرة القدم بالأخص، أن ظاهرة تناول المخدرات والكحول، بدأت اليوم، تتراجع نسبيا مقارنة بما كان يقع في الماضي. وبعيدا عن أي استغراب من الأمر، وبخلاف ما يمكن أن يقال، فقد لاحظت أن لاعبي الجيل الحالي، استوعبوا جيدا دروس تجربة لاعبين سابقين نخرت أجسامهم «البلية» وحدت من طموحاتهم.. أؤكد، وربما هي استنتاجات شخصية ليس إلا في غياب إحصائيات مدققة، فمعظم اللاعبين الحاليين يتجنبون الوقوع فريسة الإدمان، وأغلبهم يبتعد عن كل ما هو موبوء، ويحرص على الصلاة السبيل للحماية والحصانة، كما أن عددا كبيرا منهم يختار الارتباط والزواج مبكرا لحماية نفسه من السقوط في الرذيلة، وهذا لا يمنع من القول إن هناك، للأسف، من اللاعبين ن يستعمل ويتناول المخدرات والخمر، ويقيم علاقات جنسية غير شرعية ودون الانتباه لخطورتها. في هذا الإطار، ليست هناك، في اعتقادي، معطيات علمية وطبية مدققة حول مدى التأثيرات التي يمكن أن تخلفها الحياة الجنسية عند لاعب كرة القدم. لكن هذا لايمنع من التأكيد حول ضرورة التقيد بنظام جنسي متوازن كما هو مطلوب مثلا في الجوانب الأساسية الأخرى المتعلقة بإعداد اللاعبين، كنظام التغذية والنوم، وغير ذلك. صحيح أنه ينصح بتجنب الممارسة الجنسية قبل المباراة بيومين، وبعدها في نفس اليوم، فذلك يظل مرتبطا بمجهود عضلي وتنفسي يجب أن يكون متوازنا وغير مبالغ فيه حتى لا تنتج عنه عواقب في المدى القريب و البعيد. وبخصوص طرح موضوع المخدرات والخمر والعلاقات الجنسية مع اللاعبين، فالأمر يواجهه بعض الصعوبة، خصوصا إذا تم تناوله وسط المجموعة. فعادة، ما يتم فتح الموضوع من طرف اللاعب نفسه وعلى انفراد، سيما في الحالات التي يكون فيها هذا اللاعب قد تعرض لأصابة مرتبطة بالجنس، حيث تكون الفرصة لتبادل النقاش والحديث، وتقديم بعض النصائح. وغالبا، في فريق شباب المحمدية مثلا، ما نستحضر هذا الموضوع في خضم تنظيم حملة تحسيسية مثلا للوقاية من بعض الأمراض الجنسية كالسيدا، حيث تطرح أسئلة تخص عدد المرات التي يمكن خلالها للاعب أن يعيش حياته الجنسية بدون متاعب وبدون تخوف. وأعتقد أنه أصبح من المفروض أن يحضر مثل هذا الموضوع بكل وضوح في الوسط الرياضي عامة، وفي كرة القدم بالخصوص، لأهميته في ضبط الإعداد البدني والتنفسي لدى اللاعبين. وأظن أنه في محيط نظام «الهواية» الذي نعيش في ظله، تظل المعسكرات المغلقة أهم عامل يساعد على تنظيم الحياة اليومية للاعب، بكل عناوينها»