رتبنا للموعد، موعد اللقاء على فترات، أعطانا الرجل وعدا قاطعا بإنجاز اللقاء، ولكنه تحير في إيجاد يوم نجلس فيه لننبش في ملفات رجل موضوع بأمانة في سجل الرجال العظام بفرنسا، وعندما حان الموعد، جلست «المنتخب» إلى إيمي جاكي لتنجز بكل حميمية وأريحية حوارا عميقا مع رجل نال بكل أمانة ما يستحقه، فإذا ما كانت كرة القدم العالمية تذكر فرنسا بجول ريمي الرئيس الأول للفيفا وأول من حملت كأس العالم إسمه، فإن كأس العالم يذكر فرنسا بإيمي جاكي، فهذا الرجل من من دخل إلى المختبر وعمل لسنوات بصبر وتؤدة وثقة في النفس على إعداد وصفة سحرية وأنطولوجية، هي التي قادت فرنسا لتصبح سنة 1998 بطلة للعالم. مع إيمي جاكي الرجل المثقل بالخبرة، بالتجربة وبالمعاناة أيضا كان هذا الحوار الإنفرادي. المنتخب: لنبدأ الحوار من حالك اليوم ونحن نعرف أنك إعتزلت التدريب منذ فترة، ماذا تفعل؟ وهل أنت مشغول باستمرار كما كان الحال في السابق؟ إيمي جاكي: لنقل أنني كنت وما زلت غارقا في بحر كرة القدم بالتأكيد يلزمنا العشق والشغف بأن نظل ملتصقين بهذا العالم الجميل، لنقل أنني وبعد أن إبتعدت عن كل وظيفة رسمية أصبح لي ما يكفي من الوقت، وأنا سعيد بأن أخصص معظم هذا الوقت لكل الناس الذين هم بحاجة لي، بحاجة إلى مساعدة وإلى نصيحة، صحيح أنني أتوزع عبر مناطق كثيرة، ولكنني أجد كل متعتي في ذلك.. المنتخب: ولمن تعطي وقتك بالتحديد؟ إيمي جاكي: أمنحه بدرجة أولى للشباب، يجب أن نعرف كيف نعطيهم الوقت، إنهم بحاجة إلينا مثلما أننا بحاجة إليهم، المجتمع مبني هكذا.. القدامى هم الذين يسلمون المشعل، هم الذين يرسمون الطريق، وهم الذين يسدون النصيحة ويعطوا الشباب عصارة تجاربهم. أكثر من هذا أننا سعيد أن أكون مع كنال بلوس الفرنسية مستشارا ومحللا وهو ما أعطاني الفرصة لأتابع كثيرا من المباريات بأوروبا على وجه الخصوص. المنتخب: ألا ترون أن كرة القدم اليوم تسير على عكس كرة القدم التي عرفتم في السابق، إنها كرة قدم تتأسس علي الجانب التسويقي، لقد أصبحت كرة القدم أسيرة المال؟ إيمي جاكي: لا أتصور أن هناك تضادا بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن هناك حالة معينة يجب ضبطها والتحكم فيها، أتصور أن كرة القدم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى وسط صحي وبحاجة أكثر إلى أن يظل الجانب الرياضي هو المتحكم فيها. أستطيع القول أن الأمور أخذت منحى آخر، بل هناك من قال أن بعض المسيرين أحدثوا بحماسهم الشديد ثورة في المنظمة الكروية. بالخصوص عندما استثمروا أموالا طائلة بهدف تلميع صورتهم ومجال عملهم، وهم في ذلك يستغلون قدرة كرة القدم على إجتذاب أعداد قياسية من الجماهير العاشقة لكرة القدم. بحسب رأيي هناك قلق من أن يتم القفز على كرة القدم، على هويتها وقيمتها، لذلك أتمنى أن نواجه هذا الأمر بمزيد من زرع مدارس في كل الأحياء ليتمكن الصغار من مزاولة كرة القدم على طبيعتها، وهذا أمر يحتاج إلى المال، ولكن وجب أن نقبل بهذا الأمر من جانب وأن نضبطه من جانب آخر. المنتخب: ألا تعتقدون أن اللاعبين الصغار الذين يتخرجون اليوم من مراكز التكوين، أكثرهم لاعبين مبرمجين، لا نجد فيهم تلك اللمسة السحرية، تلك القدرة على الإبداع؟ إيمي جاكي: لست أول من يتوصل إلى هذه الحقيقة، ولكن بخلاف ما قلت هؤلاء اللاعبون موجودون، بل إنني أتصور أن هناك مزيدا من اللاعبين من ذوي الموهبة العالية، ميسي ورونالدو حتى لا أعطي الدليل إلا بهذين العبقريين، ولكن مع تسجيل ملاحظة مهمة أن اللاعبين الشباب خريجي مراكز التكوين يحصلون على جرعات كبيرة من التكوين لا تترك في الغالب سوى مساحات صغيرة لكرة القدم كما كنا نعرفها في الأحياء. وإذا ما كنت ذكرت لك ميسي ورونالدو فلأنهما جاءا معا من الأحياء ولكنهما مرا من مراكز التكوين، وأنت تعرف أن في مراكز التكوين يصقل اللاعب فنيا ويهيأ بدنيا ويثقف تكتيكيا ولكن يبني فيه الإنسان أيضا، هناك نوع من المرافقة والمصاحبة، وكل الصغار الذين يحالفهم الحظ بالدخول إلى مراكز التكوين لا يتركون أبدا للمغامرة أو للمجازفة. المنتخب: كيف يمكن أن نعكس الصورة على كرة القدم المغربية كما تعرفتم عليها؟ إيمي جاكي: عندكم بالمغرب هناك خزان كبير من اللاعبين الحاملين تلقائيا لبذرة الموهبة، يبقى علىالمسؤولين المغاربة أن يؤسسوا لمدارس عبر كل التراب المغربي باعتماد آليتين، الأولى وضع البنيات الضرورية، والثانية مطابقة هذه البنيات مع واقع المنطقة، بحيث يتسير دخول الصغار مجال كرة القدم ولكن من دون التفريط في الدراسة، من دون أن نمر على ضرورة ملحة وتتمثل في إعداد وتكوين المؤطرين الذين يستطيعون تأطير هؤلاء الشباب بيداغوجيا ونفسيا. هذه المراكز التكوينية تمكن من الحصول على منهجية عمل تساعد هؤلاء الشباب على أن يكبروا في كرة القدم وفي الحياة أيضا.. المنتخب: نقف معك عند هذا التأطير الذي يتوقف عند هذا الأسلوب أو ذاك والذي لا يعمل إلا على تدمير لاعبين كان بالإمكان أن يعبروا عن موهبتهم بشكل أكبر؟ إيمي جاكي: ربما إنطبق هذا الذي قلته مع زمن ما، عندما أردنا أن نسير بشكل سريع جدا، اليوم بدأت الأمور تعود إلى نصابها لأن هناك جيل جديد من المدربين، حصلوا على تكوين متطور، أكبر من التكوين الذي تلقيته أنا ومن جايلوني، إنهم يعالجون الأمور على نحو مختلف. هناك من يعتبرهم عاجزين عن التنقل ومواكبة هذا الشباب، ولكن يجب أن نعترف بأن البنية الذهنية تغيرت، وهناك حاجة اليوم لأن نهيء لاعب كرة القدم ليعيش حياته، ليس حياة اللاعب النجم وهو في قمة الإشتغال بكرة القدم ولكن حياة اللاعب المعتزل، وأنت تعرف أن كرة القدم هي أفضل مدرسة للحياة، لذلك فإن تكوين وتأطير هؤلاء الصغار يكتسي أهمية بالغة. المنتخب: إسمح لي أن أقف معك عند شيء فهمتك من كلامك، مطابقة اللاعب مع محيطه.. إيمي جاكي: كنت دائما أؤمن بضرورة المطابقة، ومن كل مكان مررت فيه إلا وسعيت لأن أجعل ذلك قاعدة، قلنا ذات وقت أنه من الضروري إنشاء مراكز للتكوين، وعندما حققت شخصيا ذلك مع فريق كبير مثل بوردو، أنشأنا مراكز «دي هايون» حيث كان يأتي كل الأطفال يتدربوا من المبتدئين إلى المحترفين مع مراعاة شيء مهم هو أن يرتدوا كلهم نفس القميص، وكان ذاك شيئا رائعا.. يجب أن يعرف الطفل من البداية جذوره، قد لا يمنعه ذلك من أن يذهب إلى مكان آخر، ولكن لن يستطيع أبدا أن ينسى هذه الجذور. أنتم في المغرب لكم جذوركم، لا يجب أبدا أن تفرطوا فيها أو أن تقتلعوها مخافة أن تفقدوها للأبد، فلا تكون لكم بعدها أية هوية كروية. لا يجب أن يفهم من كلامي أن ذلك يقف دون إنفتاحكم على تجارب الآخرين وتأخذوا منها ما ينفعكم، ومعنى ذلك أن تأخذوا ما يتلاءم مع ثقافتكم ومع إمكاناتكم المادية، وأن تستفيدوا من الإضافة التي يمكن أن يقدمها اللاعبون المحترفون السابقون، إن ما تحصل عليه هؤلاء اللاعبون من تجارب لا يمكن إلا أن تساعد كرة القدم المغربية. المنتخب: لابد وأنكم تتابعون الأوراش المفتوحة في المغرب لإعادة تأهيل كرة القدم؟ إيمي جاكي: بالطبع وهذا أمر جيد وضروري، فكل كرة قدم في أي مكان في العالم تحتاج إلى أن تقرأ حاضرها لتبني مستقبلها، أعرف أن المغرب يعيش حالة من التبعئة لإعادة هيكلة كرة القدم، وسأفاجئكم عندما أقول لكم أن كرة القدم المغربية إسترجعت مكونا على درجة عالية من الكفاءة هو السيد ناصر لارغيت أحد ركائز ودعائم التكوين لكرة القدم الفرنسية، إنه رمز لمدربينا ولمراكز تكويننا. أشخاص مثل هؤلاء يمكنهم أن يضعوا البلد، والأندية والشباب في أحسن الظروف.. المنتخب: خلال عملكم كمدرب، غيرتم من وقت لآخر أسلوب اللعب، فسر لنا كيف يكون أسلوب لعب أفضل من الآخر؟ إيمي جاكي: هناك ما نسميه المجال الطبيعي، المجال التقني الذي نشتغل عليه كل يوم، وأبرز حقيقة في كرة القدم من المستوى العالي هي العنصر البدني والعنصر الذهني وأخيرا التنظيم، وهذه الأشياء كلها يجب أن توضع جانبا. وحتى يتسنى الدخول فعلا في التنافسية يجب إعداد اللاعبين بدنيا وتكتيكيا وذهنيا وهنا بالذات تبرز كفاءة المدرب الذي يبدأ في الدخول إلى الإحترافية، أي مدرب المستوى العالي الذي يتوصل إلى دمج قدرات اللاعبين مع موهبتهم، ومن هنا يأتي أن فرقا تلعب بمهاجم واحد وأخرى تلعب بثلاثة مهاجمين، وأخرى تلعب بعنصرين في الوسط، ولكن الحلقة الأقوى في الموضوع هي المؤطر الذي يكون عليه أن يعيش طويلا داخل الفريق، وأن يهيء اللاعبين ليعيشوا طويلا داخل هذا الفريق، وصعوبة المهمة هي في جعل هؤلاء الصغار يتربون على قيم كرة القدم، على النظافة وعلى الجاهزية وعلى بذل الجهد، وكل هذا يمر من مستويين في التداريب، ويكون مهما أن نفصل بين الإحترافية وبين كرة القدم القاعدية وهما معا مختلفان في الجانبين البسيكولوجي والفلسفي عند بناء الخطاب. المنتخب: بأي عين ترى كرة القدم الإفريقية؟ إيمي جاكي: أعتقد أن بإفريقيا أكثر كرة قدم تغلي، هناك بإفريقيا تستطيع أن تجد ملاعب جرداء يمكن أن تلعب كرة قدم غير نظامية. ولكن هذا يواجه للأسف بغياب التكوين الضروري للدخول إلى عالم الإحتراف، لذلك كنت أقول أن كأس العالم كان من الضروري أن تقام بإفريقيا، واليوم وقد أصبح هذا ممكنا سيمكننا تحديد قيمة منتخبات كبيرة مثل الكامرون، نيجيريا، كوت ديفوار، غانا والجزائر. المنتخب: حصل ذات وقت أن وقع الإتصال بكم من طرف المسؤولين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ماذا حدث بالضبط؟ إيمي جاكي: لم يحدث أي شيء فعلي لأسباب مختلفة، كما أنني إلتزمت وقتها بأشياء أخرى، ولكن لنقل أن الجامعة الفرنسية إشتغلت مع نظيرتها المغربية منذ قرابة 20 سنة، لقد تكون عندنا مدربون كثيرون، وسعينا إلى تأطير كثير من المدارس، واليوم يدير الإدارة التقنية بالمغرب أحد أصدقائي، جون بيير مورلان وهو بكل نزاهة تقني من المستوى العالي ويعرف جيدا كرة القدم.. المغرب إختار بطريقة جيدة الرجل، وعليكم ببعض الصبر، هناك مشروع يؤسس ويلزمه وقت لينجح. كان بمقدور المغرب أن ينظم كأس العالم وينجح في ذلك لأبعد الحدود، وقد يكون ذلك ممكنا خلال سنوات، لذلك عليكم أن تتحضروا بشكل يجعل كل الشباب له الرغبة في أن يكون تحت قميص وراية المغرب ليدخلوا هذه المسابقة الكونية. المنتخب: كنتم على رأس منتخب فرنسا، كنتم محظوظين بأن كنتم أول مدرب يقوده للفوز بكأس العالم سنة 1998، اليوم وقد مرت 12 سنة على هذا الحدث الكبير، ماذا بقي عالقا بذهنكم؟ إيمي جاكي: أننا حضرنا للفوز بكأس العالم في المغرب عندما شاركنا في كأس الحسن الثاني الدولية، لقد كان ذاك الدوري فألا حسنا بالنسبة لنا جميعا، وبصرف النظر عن الأعباء الثقيلة التي كانت موضوعة على كاهلي، يمكن القول بأنني أخذت من تلك الفترة الكثير من الدروس التي تهم جانبا يتعلق بتطور كرة القدم. وسأقول لك ما يعنيكم بالمغرب من خلال ما إستقيته من إفادات، لكي يكون للمغرب لاعبون من المستوى العالي وهذا أمر ضروري لابد من التكوين المستمر للمدربين وأيضا للمسيرين، ولكن من دون تسريع الوثيرة إلى الدرجة التي يكون معها حرق المراحل، هناك عمل طويل وشاق وعلى المسؤولين المغاربة أن يدركوا أن هذا العمل الشاق يحتاج إلى الوقت وإلى الصبر لأن نتائجه لا تظهر بالضرورة في وقت وجيز. المغرب يتنفس كرة القدم، يجب أن يكون التنظيم متطابقا مع هذا العشق، وإن كنت أأسف حقيقة أن المغرب لم يحصل على شرف تنظيم كأس العالم، لأن ذلك كان حتما سيرفع كرة القدم إلى مستويات عالية جدا ويختصر الكثر من الوقت. المنتخب: قلتم أنه من الضروري دمج اللاعبين المحترفين السابقين في المنظومة، ولكن هناك حاجة لتكوينهم؟ إيمي جاكي: نحن أيضا عشنا في فرنسا ذات الشيء ومررنا بلحظات عصيبة، وكان ضروريا أن تتعبأ الجامعة الفرنسية لكرة القدم لتضع رجال مثل جورج بولون، غيران وميرسيي هياكل للتكوين بصيغة فرنسية، واحتجنا إلى 20 سنة لنجني الثمار، وبفضل هذا النظام التكويني حصلت مع جيلي على تكوين من المستوى العالي، واليوم هناك لاعبون معتزلون يخضعون لذات التكوين. المنتخب: في فرنسا نتحدث عن أسلوب خاص في التكوين ولكن أيضا عن لاعبين يغادرون البطولة الفرنسية؟ إيمي جاكي: هذا لا يرتبط أساسا بالاخر، المهم أن التكوين حلقة موصولة بمعنى أن هناك منهجية يتم تطويرها بحسب الحاجة، أما ما يتعلق بهجرة اللاعبين فالأمر مرتبط بالجانب المادي، الأندية الفرنسية لا تستطيع اليوم أن تكون بذات الإمكانيات المادية لأندية أنجليزية، إيطالية أو إسبانية، لذلك فهذه الأندية يصعب عليها أن تتمسك بلاعبين كونتهم داخل مراكزها. أقول لك أننا نفقد بهذا السبب لاعبين كثيرين وهذا مؤسف لهم، لأننا ننصحهم، نحذرهم ونلقنهم فن تدبير الحياة الإحترافية، بل لنا ما يكفي من التجارب لنقول لهم أن أي لاعب عليه أن يدرس أي خطوة يقوم بها، ثم إنه عندما يعتزم الرحيل لا يجب أن ينسى أن فريقه كان صاحب فضل عليه، ربما هذا هو الجانب المظلم في سياستنا التكوينية، ولكن مع ذلك يجب أن نستمر في عملنا لأن ما يريحنا هو أن هؤلاء اللاعبين الشباب حتى بعد مغادرتهم لأنديتهم يجدون سعادة كبيرة في اللعب لمنتخب فرنسا. المنتخب: كثير من اللاعبين الحاملين للجنسية الفرنسية من أصول مغربية وبينهم اليوم لاعبون يلعبون لمنتخب أمل فرنسا ويحملون أملا للعب مع منتخب فرنسا الأول يحتاجهم بلدهم الأصلي، ماذا تقول لهم؟ إيمي جاكي: أعتقد أن الإتحاد الدولي لكرة القدم قنن بشكل كبير هذا الأمر، هناك مقتضيات وهي بكل أمانة ملائمة للظرفية، ما يبقى بعد ذلك أن الشاب يجب أن يأخذ قراره وبعدها يجب أن يمتع بكل الظروف ليصبح حمل القميص الوطني المغربي شرفا يجب أن يستحقه. المنتخب: كيف تنظرون إلى الصحافة؟ إيمي جاكي: الصحافة تقوم بدورها، لنقل أن كل واحد يقوم بعمله، صحيح أن لنا توجهات مختلفة وهذا أمر طبيعي، ولكن مع ذلك كل واحد يسعى لأن يكون نزيها مع نفسه ومحترما لعمله وللآخرين.. هذه هي الصحافة الحقيقية أن تخبر الرأي العام بكل ما يقع وأن تتجنب إثارة المشاكل، بخاصة وأن النقد هو أفضل طريقة لتتطور الأشياء.