سوق «النجد» بمقاطعة المعاريف أو «جوطية» درب غلف، كما يطلق عليه العموم، دخل في الآونة الأخيرة ضمن خريطة «المزارات السياحية» لمدينة الدارالبيضاء الكبرى بامتياز! المبادرة ليست من الأجهزة الوصية على القطاع ،إقليميا أو وطنيا، وإنما، حسب مصادر متطابقة، أصبحت الزيارة «مطلبا سياحيا» لعدد من السياح الأجانب الذين يتوافدون على المدينة من خارج أرض الوطن، مثله مثل حي الأحباس ومسجد الحسن الثاني وساحة محمد الخامس و«الصقالة» وشاطئ عين الذئاب وغيرها من «المزارات التاريخية» القليلة التي تعد على رؤوس الأصابع بهذه المدينة العملاقة، ذلك أن العديد من الوكالات السياحية الوطنية، وبتنسيق مع وكالات أجنبية،أضحت تبرمج «جولات رسمية» إلى هذا السوق البيضاوي الشهير، الذي جاء ذكره في أكثر من تقرير دولي ومنها، ربما، تقرير«أممي»، بخصوص ظاهرة القرصنة التي تفشت عالميا على أكثر من صعيد، في الإلكترونيات وأنظمة البرمجة المعلوماتية وأجهزة الإرسال الفضائية واختراق أنظمة التشفير التلفزيونية وأجهزة المحمول التلفونية...، لكن تبقى «الجوطية» ذات الخصوصية في طبيعة حجم النشاط التجاري بها واستحواذها، تقريبا، على معظم الرواج الذي يعرفه هذا القطاع في بلادنا على أكثر من مستوى .. حاله فريدة لديهم بفعل تمركزها بهذه الكثافة في مكان واحد وبقعة ضيقة واحدة، وفي حجم الإقبال المنقطع النظير عليها، وفي إطار التشكيل البنائي المميز لها، وفي طبيعة السلع الإلكترونية التي تحتويها، وهي بالمناسبة تشكل آخر«الصرعات» التي يطرحها السوق العالمي..، مما جعلها مثار «استغراب»بالنسبة للأجانب، الذين لم تشف غليلهم الأفلام الوثائقية الأجنبية التي أنجزت حولها، وإنما دفعتهم غريزة الفضول لمشاهدة الحدث «الظاهرة» بالعين المجردة وعن قرب بالتواجد بعين المكان! فقد ذكرت المصادر نفسها أن أيام الأسبوع الواحد لا تخلو من زيارات «استكشافية» صباحية من هذا النوع، وبالضبط،أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، حين تكون الحركة التجارية منخفضة، ويكون الإقبال على السوق جد ضئيل.. حيث تحط مجموعة من الحافلات السياحية أمام أبواب السوق لتنزل منه «فلول» من السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، خصوصا من اليابان وكوريا وألمانيا وفرنسا.. بمعية مرشدين مغاربة للتوزع عبر الأزقة الضيقة للسوق التي يتجاوز عددها العشرات، إن أفقيا أو عموديا، تتواجد بها العديد من الدكاكين الضيقة ناهيك عن مئات ال«الفراشة» الذين يأخذون حيزهم من هذه الأزقة، وكذا نصيبهم من هذه التجارة غير المهيكلة، التي تدر على متعاطيها، ومَن وراءهم، دخلا يتجاوز يوميا الملايين من الدراهم قد يلامس «الملايير» خلال نهاية الأسبوع، بالنظر لطبيعة التجارة المتدوالة التي تعتمد «ما خف وزنه وثقل ثمنه»! الغريب في هذه الجولات الاستكشافية الاستطلاعية من قبل السياح الأجانب تضيف المصادر أنها لا تكون مصحوبة براوج تجاري من قبلهم، وإنما يكتفون بأخذ صور أو الاستفسار عن أشياء أو بضائع معينة تثير فضولهم دون العمل على اقتنائها، مع العلم أنها في المتناول بفعل انخفاض ثمنها مقارنة مع ما هي عليه في أوطانهم الأصلية، لكن يبدو أن انضباطهم لقوانين بلدانهم وصرامة الأخيرة تجاه اقتناء السلع المقرصنة والغرامات المرتفعة في حال شرائها، تثنيهم عن فعل ذلك!؟