ليسوا ضد القانون والمغاربة يحترمون القضاء.. لكنهم يغضبون ويراكمون حجر الغضب في صدورهم لتتشقق وينزل منها الماء الذي يخصب النقمة وتينع به أسوأ الأسئلة.. عندما يرون «الشناقة» يتجولون حول المحاكم بحقائب المال الفاسد لشراء الأحكام بالرغم من صكوك الاتهام واعتراف الوحوش الآدميين .. كما يتجول «الشناقة» في الأسواق ليرفعوا الأثمنة.. أنا غاضب ياصديقي لأن المغاربة يرون الوساطات في المحاكم والأسواق والمعامل والمؤسسات السياسية.. وهم يرفعون ثمن الأضحيات ويخفضون ثمن…. الوطن! وسومة العدالة وسومة .. الحب والتراب الوطني المقدس! غاضب وأنا أتابع تجول باعة الأصوات في الانتخابات .. يصنعون البرلمان والحكومة والجماعات والمجالس والمؤسسات.. لا أحد يسمي القط قطا واللص لصا والفاسد فاسدا. ونطلب منهم من بعد ذلك أن يحرصوا على قيم الدولة وقيم المجتمع! وغاضب من وجود محتالين تعرفهم كل تقارير العالم فاسدون ومفسدون في كل طبقات الإدارة ولكنهم جعلوا الدولة قاسية مع الضعفاء وتكاد تكون ضعيفة أمام الأقوياء والفاسدين. غاضب لأننا نسمي اللصوص والمرتزقة تسميات تزيد من بؤسنا: الوسطاء والمضاربين.. والحال أنهم يقومون بكل ما يسمح لهم بجمع الأموال مثل كل المرتزقة في الحروب ! أنا غاضب يا صديقي منك ومن اليسار؟ ولماذا اليسار يا صديقي؟ ألا ترى بعضه ينظر في الأفق البعيد ويتركنا وحدنا قل لهم: اعتبرونا وطنا آخر.. وتضامنوا معنا!… وغاضب منه وهو يحول الصراع الطبقي إلى مناظرات على التيكتوك ويعتبر أن التضحية الوحيدة.. ساعة أمام البودكاست وأقصى درجات الالتزام قتل بعضه البعض غاضب لأنني لم أعد أفهم هذا التطبيع الشمولي مع المرتزقة والحال أن فتى بسيطا استطاع أن يهزمهم بما يملك من بساطة و كل أفواه الحكومة تلهج بالتضليل أو تتبناه غيضا والتباسا! غاضب لأن العلاقة الوحيدة التي أصبحت بيني وبين الواقع هي .. الغضب!