من المتوقع، حسب ما أكدته مصادر فرنسية، أن جلالة الملك محمد السادس "سيكون الضيف العربي والمسلم الوحيد بين الضيوف المدعوين لحفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام دوباري، وذلك في السابع من دجنبر القادم. وقالت مصادر مقربة من الراديو الفرنسي "أوروب 1" أن شخصيات عالمية بارزة ستحضر إعادة افتتاح الكاتدرائية، من بينهم الرئيسان الأمريكيان دونالد ترامب و "جو بايدن، فضلا عن الملك تشارلز الثالث، والملك فيليب السادس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا، إضافة إلى الأسقفين تيموثي ميشيل دولان (نيويورك) و بارتولومي الأول (روماالجديدة). وفي حوار لها على القناة الفرنسية (TV5Monde)، قالت سميرة سيطايل، سفيرة المغرب في فرنسا، إن جلالة الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين قام بتقديم يد العون المغربية (على عدة أصعدة) من أجل تسريع ترميم هذا المبنى، وهذا يمثل ما هم عليه المغاربة من احترام لاختلاف الثقافات وتنوع المعتقدات الدينية". وأكدت السفيرة المغربية، جوابا على سؤال حول المواطن المغربي "عز الدين إدنا" (64 سنة) الذي كرس آخر 5 سنوات من حياته قبل وفاته ونقل جثمانه إلى المغرب، أنها حظيت قبل أيام قليلة، في مكالمة هاتفية، بفرصة تقديم خالص عبارات التعازي والمواساة لأحد أفراد عائلة المتوفى الذي وافته المنية على بعد أسابيع من افتتاح كاتدرائية نوتردام دوباري. وأضافت سيطايل أن المتوفى عمل قيد حياته في هذا المبنى الديني التاريخي المبهر كمختص في السقالات (échafaudeur) رفقة شقيقه. وأضافت أن المشاركة المغربية في مشروع ترميم هذا المبنى التاريخي (يعود تاريخه إلى 9 قرون) لا يمكن اعتبارها إلا مفخرة لهذه العائلة والراحل كذلك، لما تمثله مشاركة هذا المسلم من رمزية كبيرة في علاقة المسلمين بإخوتهم المسيحيين، أو في علاقة المغاربة مع نظرائهم الفرنسيين، وأيضا كتتويج للثقافة الإسلامية في مساهمتها في ترميم هذا الصرح المشهور جدا في فرنسا. وتابلعت: "إن مشاركة المغاربة (ممثلين للمغرب في هذا المشروع) تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم، لأنهم يمثلون المغرب في مساراته وقيمه وتاريخه داخل فرنسا". وحول مشاركة المغرب في تمويل ترميم الكاتدرائية، أجابت الديبلوماسية المغربية: "جاء هذا التضامن المغربي – الذي عرف به منذ القديم – عقب أسابيع من زيارة "البابا فرانسوا" للمغرب، حيث بادر جلالة الملك "محمد السادس" بصفته أميرا للمؤمنين بتقديم يد العون المغربية (على عدة أصعدة) من أجل تسريع ترميم هذا المبنى، وهذا يمثل القيم السمحة للثقافة المغربية وللملك، ومنها جاءت مبادرته بتقديم 1 مليون أورو لدعم عمليات ترميم كاتدرائية "Notre Dame de Paris" والتي تم تسليمها لرئيس أساقفة باريس، في مبادرة طيبة تم الترحيب بها على صعيد واسع.