على مدى ولايات انتخابية عديدة من التدبير الجماعي كان طابعها العام الفساد و الفشل، كانت مرفوقة بحالة التفرج الصارخة "كي لا نقول شيئا آخر" للسلطات الإدارية، كان الملك العام الجماعي مستباحا لدرجة أن أصبح أسهل شيء يمكن أن تتطاول عليه بفاس، بل وتستحوذ عليه، وتقاوم وتتحدى كل محاولة لنزعك إياه هو الفضاء / الملك العام : رصيف، ممر، حديقة، واجهة، مدارة، بل و شوارع بأكملها . كان الضرر جماعيا، مثلما كان الاستحواذ والاحتلال كذلك، و الصمت والتواطؤ أيضا، حتى كاد المواطن الفاسي، وزائر فاس يوقن بأن الملك العام قد أصبح خاصا، يعيث فيه الفراشة والباعة الجائلون والمقاهي ومنتجات ومخلفات سنوات "التشبيط"، تطاولا وتوسعا واستيلاء وبناءا …وتمليكا بالقوة والفتوة، ويقال و الله أعلم حتى بالرشوة . بلغ السيل الزبى، ولم يصب شهية المحتلين تخمة و لا أذى .. تذمر واشتكى وانزعج و تأفف الجميع، و لم يكن لصوتهم من مجيب أو سميع . و أخيرا، وبعد التغيير الطيب الذي حدث بهرم السلطة الإدارية مؤخرا، فقد بادرت السلطة الولائية و العاملية الجديدةبفاس وجهتها ممثلة في السيد الوالي / عامل عمالة فاس ذ معاذ الجامعي، و باستعجال مستحسن إلى إطلاق شرارة حملة تحرير للمسطو عليه من ملك فاس العام، بمواقع وأماكن سار بذكرها الركبان وكانت دائما محل استنكار واستهجان . المبادرة هذه التي شملت أملاك ترابية جماعية / عامة كاد محتلوها يحفظوها بعد أن وسعوها و بنوها وحرموا على أي كان أن يقربها أو حتى يسألهم عن قانونية سطوهم عليها ، وبعضهم شاع بأنه كان سيشرع أو شرع في تفويتها ( حديقة و مقهى الريكس نموذجا) لاقت كثير ارتياح و استحسان ومباركة من قبل كل السكان . و لذلك، وحيث أن هذه المبادرة الطيبة قد استقبلت بما يليق بها من ارتياح، بالنظر إلى كونها من جهة تحرر فضاء عاما من احتلال شوه المدينة، و من جهة أخرى تجعل الجميع تحت رحمة القانون، ومن جهة ثالثة تعيد للدور المنوط بالسلطات المختصة في هذا الباب قيمته، ومن جهة أخيرة تبعث نوعا من الارتياح لدى الساكنة من حيث عودة الأرصفة والحدائق والشوارع والساحات إلى أصحابها ومرتفقيها من المواطنين والراجلين والزائرين و السائقين ، فإن ساكنة المدينة و محبيها و المتابعين لأوضاعها، وبعد أن استقبلوا التغيير الإداري الذي حصل بكثير ارتياح ، واستقبلوا المبادرات الأولى للوالي الجديد بكثير انشراح، فإنهم يأملون أن تتواصل عملية تحرير الملك العام بكل تراب فاس، بجميع المقاطعات، وأن تشمل العملية الجميع بدون استثناء، في انتظار أن تنطلق باقي المشاريع التي تستحقها فاس وحان أوان إطلاقها و إنجازها، وفي انتظار كثير صرامة لمعالجة معضلات أولية مستعجلة كالنقل العمومي والنظافة والإنارة والمناطق الخضراء. و في انتظار ذلك ، فإنه إذا كان الملك العام المحتل من طرف أرباب مقاهي أو محلات تجارية يدخل في باب الاستعجال، فإن الساكنة تتفهم أن يقع بعض التريث المحمود لإيجاد حلول جذرية ودائمة لاقتصاد غير مهيكل تعيش عليه آلاف الأسر، و يحتل فضاءات عامة كبيرة كما حاصل بمحاذاة مسجد التجموعتي، أو بمنفلوري، أو بعوينة الحجاج،أو بنرجس و بندباب.