تتواصل حاليا أشغال توسيع وتهيئة شارع الجيش الملكي الذي يعتبر من أهم بوابات فاس ومن الطرق المؤدية إلى مختلف المدن المغربية، عبر الطريق الوطنية انطلاقا من مدار السوق التجاري مرجان، عبر عدد من الأحياء وصولا إلى مدار ساحة الأطلس . وقد انطلقت اشغال المقاولة منذ شهرين تقريبا ، حيث تم اجتثاث أشجار التصفيف المغروسة على الطوارين، وهي من أندر وأعرق الأشجار التي عمرت لسنين طويلة ،كما قامت المقاولة بهدم الأرصفة التي كانت محتلة من طرف مجموعة من المقاهي والفنادق المصنفة المقامة على الطوار الأيمن من الشارع المقابل لمدار آبي حامد الغزالي،كما شملت الأشغال أيضا هدم أسوار عدد من الدارات واقتطاع أجزاء مهمة من حدائقها. ويرجع مشروع تهيئة وتوسعة شارع الجيش الملكي إلى عمالة فاس ضمن اتفاقية شراكة بين عمالة فاس ووزارة الداخلية بغلاف مالي يقدر ب50899968.00د وتستغرق مدة انجازه 16 شهرا . وقد اعتقد عدد من سكان المدينة و زائري فا س أن مجلس العمدة الجديد الفائز في الانتخابات الجماعية الأخيرة ، انطلق في تطبيق احد شعاراته أثناء الحملة الانتخابية والتي تقضي بتحرير الملك الجماعي العام، إلا آن الحقيقة غير ذلك . فشوارع فاس مازالت محتلة من فئات عريضة من الباعة المقيمين الذين يعرضون مختلف أنواع بضاعتهم المتنوعة من لباس وهواتف الكترونية وخضر وفواكه. بل إن بعضهم يعرض حتي التوابل والأعشاب الطبية غير المراقبة قبالة مسجد المحسن التجموعتي وشارع محمد الخامس وغيرها من شوارع وأزقة فاس حيث أن دار لقمان مازالت على حالها، ومازالت الشوارع تكتظ بالسيارات حيث يختلط الراجلون بالعربات والدراجات النارية وخاصة في أوقات الذروة . وقد سبق لعمدة فاس أن أعطى تصورا عاما لمشاريع الجماعة المقبلة خلال إلقائه عرضا بجامعة خاصة بالمدينة ، مؤكدا أن فاس في حاجة ماسة إلى مشاريع إنمائية لأنها تمتلك مؤهلات تجعلها تعيد نهضتها الاقتصادية، غير انه اغفل الحديث عن الوسائل الضرورية لتحقيق ذلك ،كما انه لم يتطرق لمعضلة السير داخل شوارع فاس ولم يشر إلى أي تصور لذلك على المستوى القريب والمتوسط والبعيد انطلاقا من تصميم مديري للسير يتضمن بناء قناطر وممرات تحت أرضية تتيح السير بسلاسة . ولعل ما اشرنا إليه سابقا من اكتساح لشوارع فاس من طرف الباعة المقيمين والمتجولين يجعلنا كغيرنا من مواطني فاس جازمين أن جماعة فاس لن تستطيع تحرير الملك العام، إلا إذا قدمت بدائل لهذه الفئات العريضة من العاطلين وحاملي الشهادات الذين يدخلون ضمن هذه الخانة للحصول على لقمة العيش باطمئنان، لأن الزجر ومحاربتهم عن طريق حملات مباغتة يقوم بها قياد المقاطعات رفقة رجال القوات المساعدة، لن تجدي نفعا رغم مصادرة السلع و أشكال التعنيف والترهيب التي يتعرض لها هؤلاء المواطنون .