والذي رثاه المؤرخ عبد القادر بوراس من القنيطرة على الشكل التالي: «فقدت مدينة القنيطرة،والمغرب عامة مقاوما» فذا في شخص محمد بن جامع فاوت والذي التحق رحمه لله بالفريق الأعلى يوم الأحد 3 نونبر 2024. يعتبر فقيدنا من الجيل الثاني المؤسس للحركة الوطنية بمدينة القنيطرة.وظهرنجمه في العمل الوطني مباشرة بعد توقيع وثيقة المطالبة بالاستقبال بقليل،اذ كان ضمن شباب الحركة الوطنية الذين انتدبوا لتأطير الشباب وطنيا واعدادهم للكفاح خلال المراحل اللاحقةونجح في كسب ثقة التجار والمقاولين المنحدرين من سوس ،خاصة وانه بدوره يمتلك مقاولة للبناء،وكأن بارعا في تضليل مخابرات الاستعمار،الشيء الذي منح له حرية التنقل وتكوين الخلايا الوطنية.وبمناسبة المظاهرة التي نظمتها الحركة الوطنية خلال دجنبر1952, تضامنا مع الشعب التونسي بعد اغتيال النقابي فرحات حشاد،وهي مظاهرة كانت مناسبة للاحتجاج ضد النوايا العدوانية للاستعمار بقيادة المقيم العام الجنيرال كيوم،ضد الشعب المغربي قلت بمناسبة هذه المظاهرة نجح بنجامع فاوت إلى جانب قادة اخرين في استقطاب وتاطير الجماهير للاحتجاج أمام الباشوية،وكان يوما مشهود في تاريخ الكفاح الوطني بمدينة القنيطرة،وقد واجهت سلطات الاستعمار هذه المظاهرة بالقمع والقوة،وعلى ذلك أيضا اعتقال قادة الحركة الوطنية وعلى رأسهم الشهيد «محمد الديوري» والذي نقل إلى سجن ايت اورير إلى أن جاءت اخبار وفاته في ظروف غامضة وتحت التعذيب. وعلى إثر نفي السلطان محمد بن يوسف وأسرته يوم20 غشت1953، اجتمع في نفس مع أفراد خليته المكونة من: ايديشو محمد/ وإزوار محمد،/واتفق الثلاث على الرد الفوري على هذا النفي، فاستقر رأيهم على توجيه ضربة للاقتصاد الاستعماري،وخاصة معمل الفلين الذي يمتلكه غلاة الاستعمار، ومما سهل العملية ان المعمل يوجد قريب من الغابة مما يتيح امكانيةالتمويه و الاختباء، كما أن بن جامع يمتلك في مقاولته كل الأدوات الضرورية للقيام بالعملية دون استعارتها من الغير ضمانا للسرية، وهكذا تمكن الثلاث من إحراق معمل الفلين عن اخره وهي عملية اشعرت الجهاز الاستعماري بأنها الرد السريع والمباشر لنفي السلطان.ولم تتمكن السلطات الاستعمارية الوصول إلى المنفذين لهذه العملية،بل كانت تقوم باعتقالات عشوائية لتهدئة من هلع المعمرين. وتمكن بنجامع رفقة مقاوم اخر يدعى «عزمي محمد» من ربط اتصال بالقاعدة الأمريكية والحصول على أول المسدسات في مدينة القنيطرة لانجاز عمليات فدائية وكذلك فتح المجال لتزويد خلايا الدارالبيضاء الفدائية ومن.طرف خلايا وطنية اخرى بالقنيطرة مثل خلية «بلبال ورحال المسكيني» بهذه المسدسات.. بعد الاستقلال احتفظ بنجامع بخطه النضالي وكأن مقربا من المرحوم الاستاذ عبد لله ابراهيم وكان ضمن اللجنة التى ساهمت في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.واخيرا لايسع المجال للوقوف عن مميزات هذه الشخصية وهذا القائد الوطنى الكبير. رحمه لله واسكنه فسيح جنانه. وإنا لله وإنا إليه راجعون