يحتفل المغاربة اليوم 20 غشت بالذكرى السادسة والستين ل”ثورة الملك والشعب”، باعتبارها محطة حاسمة في مسيرة الكفاح الوطني في سبيل التحرر من نير الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية واستكمال الوحدة الترابية للمملكة. وكان المغرب قد عاش أحداثا كبرى في تلك الفترة، أبرزها نفي محمد الخامس واندلاع المقاومة حيث كان (السلطان محمد الخامس)، ومعه قادة الحركة الوطنية، يطالبون السلطات الاستعمارية بتغيير اتفاقية الحماية الجائرة الموقعة في 1912، باتفاقية أخرى تعترف للمغرب باستقلاله. ففي مثل هذا اليوم، أقدمت السلطات الاستعمارية الفرنسية على نفي بطل التحرير الراحل الملك محمد الخامس، انتقاما من مواقفه الوطنية، وكذا ولي العهد آنذاك الأمير الحسن الثاني والأسرة الملكية، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر، متوهمة بذلك أن هذه المناورة ستفسح لها الطريق على مصراعيه لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية، وستحبط عزيمة الوطنيين في التصدي لها. وما إن عم نبأ نفي رمز الوحدة الوطنية، انتفض الشعب المغربي ووقف وقفة رجل واحد في وجه الاحتلال الأجنبي، رافضا المس بكرامته والنيل من مقدساته، وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه وأهدافه، فاندلعت العمليات الفدائية منها العملية التي قام بها الشهيد علال بنعبد الله في 11 شتنبر 1953، الذي استهدف بنعرفة، والعمليات التي قام بها الشهيد محمد الزرقطوني ورفاقه في خلايا المقاومة بالدار البيضاء، وعمليات أخرى، وتصاعدت وتيرة المقاومة بالمظاهرات والانتفاضات وبانطلاق جيش التحرير بالشمال في أكتوبر 1955. وسقط العديد من الشهداء والجرحى، وشكل ذلك زخما للمطالبة بالاستقلال ولم تهدأ النفوس إلا بعودة محمد الخامس للعرش في 16 نونبر 1955، حاملا معه بشائر الاستقلال الذي تحقق سنة 1956. وجدير بالذكر، أن نضال المغاربة تواصل في عهد الراحل الحسن الثاني، من أجل استرجاع أراضيه مثل سيدي إفني سنة 1969، والأقاليم الجنوبية سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء، وفي غشت من سنة 1979 تم تعزيز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب.