سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدري القردة يستنفر وزارة الصحة وخبير يحذر من التهاون في مواجهة الفيروس حمضي: ثلاثة في المائة من المصابين ب»إم-بوكس» معرضون للوفاة .. بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ
بات العالم يضع يده على قلبه خوفا من أزمة صحية عالمية جديدة، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ، يوم الأربعاء الماضي، جراء انتشار فيروس جدري القردة في أكثر من 15 دولة، بعد الأزمة التي عاشتها البشرية مع جائحة كورونا «كوفيد- 19» قبل أربع سنوات، والتي لازالت ارتداداتها مستمرة حتى الآن . إذ أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ضمن بلاغ توصلت به «الاتحاد الاشتراكي»، أنها تتابع عن كثب الوضع الوبائي لمرض جدري القردة «إم-بوكس» المنتشر حاليا بشكل كبير ومتسارع بعدد من الدول الأفريقية، وذلك في إطار منظومة الرصد الوبائي الدولي، كما أوردت الوزارة أنها قامت بتحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لهذا الوباء، تبعا لتطور الوضع الوبائي الدولي وكذلك تطور المستوى المعرفي حول هذا المرض، وأيضا توصيات منظمة الصحة العالمية . وأضاف البلاغ أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وبموجب أحكام اللوائح الصحية الدولية (IHR-2005)، كان قد أعلن، يوم الأربعاء، أن مرض «إم-بوكس» أضحى يشكل طارئا صحيا عاما يثير قلقاً دوليا، وأن الانتشار السريع لهذا الوباء منذ العام الماضي، ومؤشر الفتك المرتفع المسجل بإحدى الدول الأفريقية يستلزم جهدا وتعاونا عالميا للحد من انتشاره . من جانبه، قال الدكتورالطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح للجريدة، إن مرض جدري القردة ينتقل بطرق مختلفة بين البالغين والأطفال، نافيا أي علاقة له بفيروس كورونا المستجد. وقد أشار إلى ضرورة احتواء المرض بشكل عاجل لتفادي تطوره إلى حالة صحية مماثلة «للإيدز». وأوضح حمضي أن جدري القردة ينتقل بين الكبار عبر العلاقات الجنسية العادية، بينما يحدث انتقاله لدى الأطفال من خلال الاحتكاك الجلدي المباشر مع شخص مصاب. ولفت إلى أن المرض يختلف تمامًا عن وباء كورونا من حيث طرق الانتقال والآثار الصحية. وأضاف الباحث أن ما يميز جدري القردة هو طفراته السريعة، التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة في معدل الوفيات، معربا عن قلقه من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العالمية، وهذا التحذير يتطلب اهتمامًا جادًا، على الرغم من أن المرض لم يصل بعد إلى مستوى وباء «كوفيد-19» . وأشار الخبير الصحي أن السلالة الأولى من فيروس جدري القردة كانت تنتقل من الحيوانات إلى البشر، وظهرت في الغابات الإفريقية، غير أن سلالة ثانية ظهرت في عام 2022، كانت تنتقل أساسًا عبر العلاقات الجنسية المثلية، وتم السيطرة عليها بفضل حملات التوعية. أما السلالة الجديدة فقد انتقلت إلى المدن وأصبحت قادرة على الانتقال عبر المطارات إلى دول أخرى . وفيما يخص اللقاحات، أكد الباحث أن اللقاحات الخاصة بجدري القردة غير متوفرة حاليا، ويتم استخدام لقاحات مرض الجدري، الذي تم القضاء عليه في عام 1980، مضيفا أن اللقاحات الخاصة بجدري القردة لم تحصل بعد على ترخيص، مما يزيد من تعقيد جهود مكافحة المرض ،ودعا إلى زيارة الطبيب فور ظهور أعراض المرض، مثل البقع الممتلئة ب»القيح». وشدد على أهمية العزل في حال تأكيد الإصابة وتفادي التقبيل والمصافحات لتقليل احتمالات انتقال الفيروس، مشيرا إلى أن فرص احتواء المرض قائمة، لكنها تتطلب توفير الإمكانيات اللازمة. وحذر المتحدث من أن المرض يمكن أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، وذكر أن نسبة 3% من المصابين قد يواجهون حالات وفاة نتيجة للمرض، وهو تقدير أولي يعتمد على البيانات الحالية. وختم الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المرض لم يعد محصورًا في الدول الإفريقية الفقيرة التي تعاني من نقص في الإمكانيات الطبية وعلى المغرب أخذ الحيطة والحذر والاستعداد لمواجهة هذا الفيروس الخطير.