بميزانية صغيرة ومستقلة، ودون أسماء كبيرة، بل بأسماء مجهولة، استطاع فيلم «تحدث معي» للثنائي الأسترالي داني ومايكل فيليبو، أن يكون أهم اكتشافات الدورة الأخيرة من «مهرجان صاندانس السينمائي» في أمريكا. ينتمي الفيلم إلى فئة الرعب والإثارة، وتدور أحداثه حول بضعة مراهقين يدفعهم شعورهم بالملل إلى البعث واستحضار الأرواح عن طريق مصافحة يد محنطة تتيح لهم ذلك، ثم رفع المشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الضحك. تنطلق أحداث الفيلم من بحث «كول» (أرى مكارثي) عن شقيقه المفقود، الذي سيجده في النهاية في حفلة صاخبة. وبعد عدة أحداث متسارعة، يقوم الأخ المفقود بتوجيه طعنة مفاجأة لشقيقه كول. تنتقل العدسة حينها إلى جانب آخر يتمحور حول حياة ثلاثة أصدقاء هم ميا وجيد وشقيقها رايلي الذين يُعيدون اكتشاف مدى الانسجام بينهم بين وقت وآخر، خاصة خلال اللحظات الحاسمة. وفي أحد الأيام، تذهب ميا (صوفي وايلد) وجيد (أليكساندرا جنسن) لإحدى الحفلات لكسر روتين مي المنبوذة من قِبل زملائها، والتي فقدت أمها قبل مدة قصيرة. وخلال الحفلة، تُطرح فكرة غريبة هي مصافحة كف محنطة يمكن من خلالها استحضار الأرواح والتحدث معها. يرفض الجميع تجربة ذلك باستثناء ميا، التي تتفاجأ بعد قراءتها لتعويذة معينة برؤية وجوه مرعبة وغريبة تثير قلق وخوف جيد عليها، لكنها تثير البهجة على الجانب الآخر من الصورة. وبعد انتهائها من المصافحة، عبّرت ميا للآخرين عن سعادتها بهذه التجربة، وقالت لأصدقائها إن التحدث مع الأرواح أمر ممتع للغاية. وفيما بعد، يقرر دانيال (أوتيس دانجي)، حبيب جيد، تجربة مصافحة الكف المحنط، فتقيم جيد حفلة صغيرة في منزل والدتها وبمشاركة أخيها الأصغر رايلي وأصدقائها المقربين. وفي الحفلة، يقوم دانيال بمصافحة الكف، فتتلبسه روح شخص مثلي، ورغم شعور جميع من في الحفلة بالقلق، إلا أن شعورهم هذا سرعان ما يتلاشى لصالح النشوة والمتعة لأن المصافحة تأخذهم لعالم آخر بمدة لا تزيد عن 90 ثانية. ومع نهاية الحفلة، يطلب رايلي (جو بيرد) من شقيقته جيد مصافحة الكف المحنطة، لكنها ترفض خوفًا عليه، ثم تطلب من أصدقائها الخروج من البيت بعد إصراره على تجربة الأمر. يطلب رايلي حينها من ميا تجربة لذلك لمدة 50 ثانية فقط، فتوافق ميا، وهنا تبدأ أحداث الفيلم بالإثارة بعد دخول رايلي إلى العالم الآخر بطريقة غريبة عقب مصافحته الكف لأكثر من 90 ثانية، وهو الوقت المسموح به للمصافحة. يبدأ سلوك رايلي هنا بالتغيّر، ثم يتحدّث بصفته والدة ميا، ثم تتلبسه الروح وتسيطر عليه. ويبدأ، بعد عجز ميا عن فصل الكف المحنطة عن يده، بإيذاء نفسه حيث اقتلع عينه اليمنى وضرب رأسه بقوة على الطاولة، ليُنقل على إثر ذلك إلى المستشفى. تُراود الأرواح ميا خلال هذه الفترة لتقلب حياتها رأسًا على عقب، خصوصًا بعد ظهور أمها المتوفية لها بين وقت وآخر، وفي الوقت الذي تحاول فيه إنقاذ رايلي العالق في عالم الأرواح، لكن دون جدوى. حينها، تبدأ روح أمها بالحديث معها، وتدفعها للقيام بتصرفات غريبة ومخيفة. ولأن خيالها أصبح مليئًا بالأرواح والوجوه المرعبة، تقوم ميا بطعن والدها وقتله ثم التوجه إلى المستشفى لإنقاذ رايلي كما أشارت لها أمها. تعود جيد بسرعة إلى المستشفى للحاق بأخيها قبل أن يُلقى ميتًا، وينتهي الفيلم بانتقال مي إلى العالم الآخر. «تحدث معي» فيلم قادر على صدم المشاهد وإثارة غضبه وانزعاجه أيضًا. ولكنه، رغم ذلك، يتضمن الكثير من التفاصيل التي تجعلنا نُعجب به. وقد لاقى الفيلم نجاحًا عالميًا واسعًا، وحصل على تقييم 7.3 على موقع Imdb.