العديد من أحياء ومقاطعات الدارالبيضاء تحمل أسماء ترجع بالأساس إلى معطى طبيعي أو تاريخي.و العديد من أحياء المدينة سميت نسبة إلى عيون وينابيع يفيض منها الماء بشكل طبيعي،استغلها واستعملها السكان المجاورون و المحيطون بها في شتى أعمالهم اليومية،وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد حي عين الشق الذي يقع في قلب المدينة حيث يشهد المؤرخون على تواجد نبع عين بها كان يخرج من شق صخري يقع خلف موقع بناية البريد حاليا،على مقربة من طريق المنظر العام. العديد من هذه العيون كعين السبع وعين الدئاب, وعيون أخرى بمنطقة البرنوصي و لارميطاج وفي مناطق مختلفة من الدارالبيضاء لفها واتاها البنيان والعمران من كل حدب وصوب، وأصبحت نسيا منسيا ،إما إثر عملية تحويل لمسار جريانها أو إثر طمراها كأنها لم تغنى بالأمس ،غير أن البعض منها ما يزال ينضح بإكسير الحياة. الدارالبيضاء العاصمة الإقتصادية للمملكة المدينة (الغول) تلتهم ما يقارب 290 مليون متر مكعب من الماء سنويا . اليوم هي تعاني مثلها في ذلك كباقي مدن المملكة من سنوات عجاف حيث انخفظ مستوى منسوب المياه في الروافد التي تزود المدينة بفعل الجفاف،الشيء الذي بات معه التفكير في استغلال تلك العيون والينابيع أمرا يمكن له أن يخفف من تداعيات هذا الجفاف،عوض تركها تسيل فوق سطح الأرض أو في اتجاه البحر. وقد كانت شركة ليدك للتدبير المفوض منذ بداية تدبيرها لقطاع الماء و الكهرباء بالمدينة سنة 1997،تعهدت بالمحافظة وبحماية الفرشة المائية للمدينة ومن ضمنها تلك العيون والعمل على استغلالها بشكل جيد وسليم لكن لاشيئ من هذا القبيل تم. اليوم باتت المدينة في أمس الحاجة إلى مصادرها من هذه المادة الحيوية خصوصا أنه تروج أخبار بين أروقة ودهاليز صناع القرار بالمدينة بأنه سيثم في الأفق القريب العمل على اتخاد اجراءات وتدابير تقشفية أخرى ستثم أجرئتها من أجل تقنين وترشيد استعمال الماء بها، من بينها برمجة التزود بهذه المادة وذلك، وفق أجندة زمنية معينة.