انحسار كبير تعرفه الآلة الديبلوماسية الانفصالية والمدعومة من طرف العسكر لزمن ليس بيسير، حيث تنعقد الندوة السنوية للعلاقات الخارجية للجبهة الانفصالية، والتي تعتبر موعدا قارا لتقييم عمل آلة الانفصال وتدارس السبل الكفيلة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وبث المزيد من الفتنة… ندوة يتم تقديمها كموعد استراتيجي لرؤساء بعثات دبلوماسية الانفصال وأصدقائه، ممن يسبحون في فلك الجمهورية ونظام الاستخبارات وأموال الغاز المحرم على الشعب الجزائري. الندوة التي لم يتعد الإعلان عنها قصاصة في وكالة أخبار الجبهة، يتم التكتم الشامل على برنامجها وعلى لوائح الحاضرين والمدعوين إليها… والحقيقة أن ملف العلاقات الخارجية والذي يتنازعه ظاهريا، كل من رئيس جمهورية الوهم، ووزير خارجيته، ووزير العلاقات الدبلوماسية، ولجنة الخارجية والإعلام في ما يدعى «البرلمان الصحراوي»….هو تعبير عن الصراع المفتوح بين أطراف متعددة والمسنودة كل منها من أحد الأجهزة الاستخباراتية أو العسكرية… هو صراع حول التحويلات المالية الضخمة، حول التعيينات في العواصم الجميلة حيث تطيب الحياة، حول الحصول على التأشيرات وجوازات السفر الدبلوماسية… وفي غياب أي رقابة إدارية أو سياسية، نجد أن الفساد أنهك»القضية» وحولها إلى أرجوحة نحو مستقبل أفضل للأولاد والمقربين…. إضافة إلى ما حققه المغرب خلال السنوات الأخيرة، من خلال رؤية جلالة الملك محمد السادس للوضع الدولي والنهج الثابت والعالي المصداقية لسياسته الخارجية، بالإضافة إلى عدد مهم من الفاعلين الحكوميين والسياسيين، من أحزاب ومنظمات غير حكومية وفي مقدمتها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتباره أقوى الأحزاب العربية والإفريقية على الصعيد الدولي، وأكثرها حضورا وفعالية… فما حققه المغرب من اختراقات ديبلوماسية أعدم بشكل صريح آلة كانت لعهد قريب متنفسا للانفصال وأدواته. انعقاد الندوة السنوية للعلاقات الخارجية للجبهة الانفصالية لهذه السنة، سيكون في نفس مستوى الندوة 47 للمنظمات الأوروبية الداعمة للبوليزاريو، التي انعقدت بمدينة طليطلة الإسبانية، شهر دجنبر 2023، والتي فشلت لأقصى حد في تحريك الشارع والحكومات الأوربية لحشد الدعم المالي والسياسي للمشروع الانفصالي البائد… فشل السياسة الخارجية لجمهورية الوهم يتجسد في دعم كل القوى المؤثرة في النزاع لمقترح الحكم الذاتي، كإسبانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد كبير من الدول الإفريقية ( كل دول الساحل والصحراء) والعربية…. نجاح المغرب في تقديم نموذج للتطور الديمقراطي، من تجربة العدالة الانتقالية وهيئة الإنصاف والمصالحة، ودستور يؤسس لدولة الحقوق والحريات إلى السعي نحو تكريس نموذج للجهوية المتقدمة، جعلت من المشهد العالمي المتعاطف مع قضايا الاستقلال والتحرر يدعم تطور المغرب وحركيته على المستوى الداخلي والدولي… في المقابل نجد أن الجبهة الانفصالية وبعيدا عن كل مؤشرات الحكامة والمصداقية مازالت غارقة في فضائح بيع المساعدات وتهجير القاصرين وخرق وقف إطلاق النار ودعم الإرهاب في الساحل والصحراء.