خلّف إغلاق القسم الداخلي بثانوية ابن عباد بمراكش، ردود أفعال منتقدة لهذا القرار، معتبرة إياه حلقة أخرى في مسلسل الإجهاز على المدرسة العمومية، وإمعانا في حرمان التلاميذ من حقهم في التمدرس. وطالب حقوقيون بفتح تحقيق شفّاف ونزيه حول عملية الإغلاق، ودواعي عدم الإصلاح والترميم، وإن كانت هناك فعلا تصدعات أو ما يشكّل تهديدا للسلامة البدنية للنزلاء، وكذا حول أسباب الاستمرار في إغلاق القسم الداخلي للثانوية. واستغرب المنتقدون إغلاق القسم الداخلي للثانوية التأهيلية ابن عباد، إذ جعلتهم هذه الخطوة يتساءلون إن كانت قد تمّت بناء على معطيات تقنية وفنية أو هندسية تؤكد خطورة البناية فعلا، أم أن الأمر تم بكيفية من الكيفيات التي يجب توضيحها، مشيرين في هذا السياق إلى أنه إن كانت مبررات إغلاق هذه الداخلية تعود فعلا إلى أسباب فنية وتقنية، فلماذا لم تعمد الجهات المعنية إلى القيام بعملية الترميم والإصلاح؟ مؤكدين أن هذا المبرّر لا يصمد، خاصة أن هذا القسم كان من النقاط التي كانت مطروحة لاستقبال التلميذات والتلاميذ المنقّلين من الحوز عقب زلزال الأطلس الكبير ليوم 08 شتنبر الماضي. وعبر المنتقدون للقرار عن خشيتهم من أن يكون الهدف هو الإعداد لمحو هذا الصرح التعليمي والتربوي والتكويني في المجال الرياضي من دائرة المؤسسات العمومية، وحرمان أبناء الشعب الفقراء من التواجد في هذا القسم الداخلي المتموقع في الحي الشتوي الجذاب، وإقصاء العديد من التلاميذ من مناطق متعدّدة والمنتمين للفئة الفقيرة والهشّة من متابعة دراستهم والتمتّع بحقهم في التعليم. يذكر أن تاريخ تأسيس ثانوية ابن عباد يعود إلى عهد الحماية وبالضبط سنة 1938، وتعد ثاني أقدم مؤسسة تعليمية بمراكش بعد ثانوية محمد الخامس باب أغمات، وأول مؤسسة يتم بناؤها خارج السور التاريخي للمدينة، واسمها القديم Lycée Mangin وذلك نسبة إلى الجنرال الفرنسي Charles Mangin، الذي قاد قوات الاحتلال الفرنسي التي احتلت مراكش سنة 1912.