أعلن القائمون على مشروع «وايت ديونز» (الكثبان البيضاء)، الذي تقوده الشركة المغربية ‹فالكون كابيتال الداخلة›، أمس، عن شراكة استراتيجية مع شركة «هيدروجين فرنسا» (HDF ENERGY)، من أجل إحداث محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في قلب جهة الداخلة-وادي الذهب باستثمار أولي يقدر ب2 مليار دولار أمريكي وذلك استجابة لتوجيهات الملك محمد السادس الرامية إلى جعل المغرب رائدا عالميا في مجال الطاقة الخضراء. ويسعى مشروع «وايت ديونز» (الكثبان البيضاء)، الذي يطمح في التموقع كأحد الفاعلين المرجعيين في قطاع الطاقة المتجددة في المغرب، إلى الاستفادة من 14 عاما من الخبرة التي تتمتع بها المملكة المغربية في مجال الطاقة النظيفة، ومن منظومة مواتية للابتكار والاستثمار. وهكذا نعلن، من خلال هذا المشروع، عن بداية مغامرة واعدة نحو مستقبل أنظف للطاقة، وأكثر استدامة، مع إنتاج متوقع للهيدروجين بحلول 2030. ويمثل مشروع (الكثبان البيضاء)، الذي يتماشى مع الرؤية الرائدة والهادفة إلى جعل المغرب فاعلا عالميا رئيسيا في مجال إنتاج الوقود الأخضر، مبادرة تؤكد طموح المملكة. في هذا الإطار يؤكد مجيد السليماني، مؤسس ورئيس شركة ‹فالكون كابيتال الداخلة›، التي تقود هذا المشروع، على أهمية مشروع «وايت ديونز» (الكثبان البيضاء)، في سياق العرض المغربي في مجال الهيدروجين الأخضر، مستلهما بذلك الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس فيما يتعلق بتطوير الطاقات المتجددة. ويجسد مشروع «وايت ديونز» (الكثبان البيضاء) قبل كل شيء، الطموح الكبير للحصول على أحد أكثر إنتاجات الهيدروجين الأخضر تنافسية في العالم. ومع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص الاستثنائية التي تتمتع بها جهة الداخلة-وادي الذهب، يهدف المشروع إلى تحقيق قدرة 10 جيجاوات من طاقة الرياح، و7 جيجاوات من الطاقة الكهرو-ضوئية، و8 جيجاوات من طاقة المحللات الكهربائية. ومن خلال مشروع الكثبان البيضاء، سيحقق عرض المغرب خطوة مهمة، محليا ودوليا، ويفتح الطريق أمام مستقبل واعد في مجال الطاقة المستدامة. ولتنفيذ هذا المشروع، تعتمد شركة «فالكون كابيتال الداخلة» على خبرة شركة «هيدروجين فرنسا» (HDF ENERGY)، وهي شركة ذات سمعة عالمية، ومتخصصة في تطوير البنية التحتية للهيدروجين وتصميم خلايا الوقود القوية. وتعمل شركة «HDF ENERGY» أيضًا كمطور مشارك للمشروع، مما يعزز مكانة «وايت ديونز» في سعيه لإنتاج الهيدروجين الأخضر عالي الجودة. وكما أبرز داميان هافارد، الرئيس التنفيذي لشركة «HDF ENERGY»، ترتكز هذه الشراكة، التي تجمع بين «فالكون كابيتال الداخلة» و»هيدروجين فرنسا» (HDF ENERGY)، على تكامل الكفاءات، و»يمثل التعاون مع 'فالكون كابيتال الداخلة' تآزرا مثاليا بين بنيتين متكاملتين، مما سيمكن من الحصول، انطلاقا من المغرب، على أحد أكثر إنتاجات الهيدروجين الأخضر تنافسية في العالم». ويسعى مشروع «وايت ديونز» إلى أن يصبح رمزا للاستدامة والابتكار. في هذا السياق يؤكد أنس بلمامون، الشريك الإداري ل»فالكون كابيتال الداخلة»، على هذه الرغبة مفسرا أن «وايت ديونز (الكثبان البيضاء) يتجاوز بكثير الإطار البسيط لمشروع عادي في مجال الطاقة، لأنه سيساهم في إعادة تشكيل مستقبل الطاقة الخضراء في المغرب وعلى المستوى الدولي، خاصة وأن الداخلة تتميز برياحها التي يبلغ متوسط سرعتها 10م/ث على ارتفاع 100 متر، مما يضعها ضمن مواقع ‹الفئة 1› لإنتاج الطاقة الريحية». ويطمح المغرب ليكون رائدا في مجال صناعة الهيدروجين الأخضر، بهدف تصديره إلى أوروبا فضلا عن استعماله لإنتاج الأسمدة. لكن هذا الطموح يواجه تحديات، أبرزها إيجاد عرض تنافسي بأقل كلفة ممكنة. وقد جلالة أكد الملك محمد السادس هذا الطموح معلنا أن الحكومة قد «أعدت مشروع عرض المغرب، في مجال الهيدروجين الأخضر». ودعاها في خطابه السنوي بمناسبة ذكرى توليه العرش إلى «الإسراع بتنزيل (العرض)، بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها البلاد، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد».