تلقى القابلية الهامة لإنتاج كميات واعدة من الطاقة النظيفة بالمغرب اهتماماً واسعاً من الشركات المتخصّصة على مستوى العالم، من بينها شركة Energy China International Construction Group الصينية للمشتريات والإنشاءات في هندسة الطاقة، التي أعلنت اعتزامها تطوير مشروع كبير للهيدروجين الأخضر في المغرب. ووقّعت الشركة المدرجة في بورصة شنغهاي مذكرة تفاهم مع التكتل السعودي Ajlan Bros وGaia Energy المغربية، لبناء مشروع هيدروجين أخضر في جنوب المغرب، وفق ما أوردته تقارير إعلامية دولية. والمشروع، وفق المصادر ذاتها، هو مصنع للأمونيا الخضراء بإنتاج متوقّع يبلغ 1.4 مليون طن سنويًا –يتم إنتاجه من حوالي 320 ألف طن من الهيدروجين الأخضر- فضلا عن محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 2 جيغاوات؛ بالإضافة إلى مشروع طاقة رياح بطاقة 4 جيغاوات. وتشمل مذكّرة التفاهم ذاتها التزام الشركاء بالسهر على تشغيل وصيانة مرافق هذه المشاريع بعد الانتهاء من إحداثها. وقالت شركة الطاقة الصينية الدولية للإنشاءات إن مشروع الهيدروجين الأخضر سيوفر طاقة نظيفة لجنوب المغرب وأوروبا. وتعد شركة Gaia Energy، التي يقع مقرها في مدينة بنسليمان، واحدة من أبرز مطوري مشاريع الطاقة المتجددة في إفريقيا، ووقعت أواخر العام الماضي اتفاقية إستراتيجية مع شركة H2Pro الإسرائيلية للمشاركة في تطوير مشروع هيدروجين أخضر بسعة جيغاوات، بدءًا من مشروع تجريبي باستخدام تقنية المحلل الكهربائي H2Pro بمقياس 10-20 ميغاوات. وكانت دراسة علمية أنجزها باحثون مغاربة كشفت أن المملكة لديها القدرة على المنافسة في سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة، تصل إلى 2.54 دولاراً للكيلوغرام الواحد، وذلك بمدينة الداخلة. وسبق لشركة "جون كوكريل" البلجيكية الرائدة في إنتاج معدات وأجهزة التحليل الكهربائي ذات القدرة الكبيرة على توليد الهيدروجين توقيع اتفاق جديد مع شركة مغربية من أجل تطوير القطاع بالمملكة، عبر إنشاء مصنع عملاق لإنتاج المحللات الكهربائية بالقارة الإفريقية. ووفقاً لمجلس الطاقة العالمي (World Energy Council)، يُعتبر المغرب من الدول الست في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما من شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4 في المائة من الطلب العالمي بحلول عام 2030.