غادرنا إلى دار البقاء، مساء أول أمس الأحد، 24 شتنبر، الروائي والصحافي والإعلامي السعودي هاني النقشبندي عن عمر يناهز 60 سنة بعد وعكة صحية مفاجئة. وقد خلف رحيله الفاجئ، صدمة وأسى عميقين في أوساط الاعلاميين والأدباء والمثقفين العرب والمغاربة، خاصة أنه كان وجها مألوفا وصديقا لمؤسسة «منتدى أصيلة» التي كان يحضرها موسمها الثقافي سنويا، عرف الراحل بدماثة خلقه وسعة علاقاته الإنسانية، وانخراطه في قضايا المجتمع العربي، سواء خلال عمله الصحفي كرئيس تحرير كل من مجلتي «المجلة» و»سيدتي» او في جريدة «الشرق الأوسط» ومجلة «الرجل»، والى آخر أيام حياته بقناة «المشهد». ولد نقشبندي في المدينةالمنورة عام 1960، وتخرج من جامعة الملك عبد العزيز في جدة حيث نال درجة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، واختار تخصص «العلاقات الدولية»، لكنه اتجه للإعلام وبدأت مسيرته فيه منذ عام 1984. شغل نقشبندي مناصب مهمة في مجال الإعلام، وعرف بقدرته على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية في السعودية. كما اشتهر بأسلوبه في الكتابة، ودخل مجال الأدب وخاصة الرواية، وصدرت له عدة أعمال روائية ، كان أولها في أوائل عام 2007 بعنوان «اختلاس» وهي الرواية التي أثارت الجدل والنقد ومنعت من التداول في أكثر من دولة عربية. وبالرغم من منع نشرها من بعض الدول العربية فقد تمت إعادة الطبع باللغة العربية ست مرات، وقد ترجمت إلى اللغة الروسية. كما ترجمت كثير من أعماله إلى لغات أجنبية. لكنه لم يتوقف، بل استمر ينقب وينتج الرواية تلو الأخرى بسلاسة وركض لم ينتهيا إلا مع آخر يوم من حياته. الراحل كانت له تجارب عربية تلفزيزنية بقناة دبي أيضا حيث كان يقدم برنامجا تلفزيونيا على تلفزيون «حوار هاني» وهو برنامج سياسي اجتماعي إنساني يناقش من خلاله القضايا العربية المطروحة على الساحة. ويكتب مقالات في عدة صحف ومواقع إلكترونية. وقد نعاه أصدقاؤه المغاربة ممن خبروا معدنه الأصيل معبرين عن ألمهم وحزنهم العميق ، حيث كتب الروائي والناقد أحمد المديني: « كيف ننعى الحياة، والإقدام والبهجة ورقة الروح وذلاقة اللسان والأريحية في كل شيء؟ وهل ينعى الجمال والجميل ؟!عاش وقلبه على كف يده، وكلماته تكتبه، ووجهه ونطقه وخياله تحمله على الأثير وفي فضاء العالم . ولان أحلامه أكبر من هذه الأرض وأسخى، وصدره أشرح من سكانها، آثر الرحيل بهدوء كي يقيم في السماوات العلى، لتهنأ في ملكوتها، هاني نقشبندي الخل والإنسان الرفيع،اختارك المولى الى جواره وهو بعباده رحيم.» بدوره، عبر القاص المغربي أنيس الرافعي عن تأثره بهذا الرحيل المفاجئ قائلا: «وداعا هاني نقشبندي..الصديق و الأديب و الإعلامي السعودي اللامع..لن ننساك أيها الطائر المهاجر ، الذي قطع مسافات لانهائيّة في أرواحنا و ذاكرتنا و ذائقتنا..غيرت عنوانك و عُشك أبكرَ من المعتاد..فتاهت بنا الأحزان و الحسرات عليك ..» أما صديقه في مساره الإعلامي والإنساني، حاتم البطيوي فقد نعى الراحل قائلا: «صديق العمر الكاتب والصحافي والروائي اللامع هاني النقشبندي يرحل عن دنيانا الفانية. كم أنا حزين على رحيلك ،، بعدما كنا ننتظر لقاءك في أصيلة خلال اكتوبر المقبل، ها أنت تغادرنا على حين غرة. كم هو مفجع غيابك أيها العزيز؟ كم هو قاس هذا الرحيل ؟ تعازي الحارة لزوجتك إيمان وابنك فارس. وكل أفراد عائلته الكريمة». نشر الراحل روايات كثيرة، آخرها رواية «قصة حلم» وجرى تصويرها في مسلسل اسمه «صانع الأحلام»، «اختلاس» كما صدرت له روايات «الخطيب» عام 2017، و»طبطاب الجنة» التي صدرت عام 2015، و»نصف مواطن محترم» التي صدرت عام 2013، و»ليلة واحدة في دبي» التي صدرت عام 2011، و»سلام» التي صدرت عام 2009. كما صدر له كتاب «يهود تحت المجهر» (1986) وكتاب «لغز السعادة»في (1990).