خصصت فعاليات الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي ال44، اليوم الأحد، ندوة تكريمية للفنان التشكيلي المغربي عبد الكبير ربيع. ويعد الفنان التشكيلي عبد الكبير ربيع، حسب الورقة التقديمية لهذه الندوة التي أعدها الناقد، شرف الدين ماجدولين، «ركنا أساسيا في مغامرة التجريب الذي خاضه رواد الحداثة التشكيلية المغربية منذ النصف الثاني من القرن الماضي، إذ يحسب على الرعيل المؤسس للتجربة الرمزية المغربية، من جهة خوضها في إعادة وحي التراث البصري وتقليب احتمالات تقاطعه مع الكشوفات الفنية المعاصرة». وفي كلمة بالمناسبة، قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بنعيسى، إن «تكريم الفنان عبد الكبير ربيع هو في الحقيقة احتفاء بالتطورات التي عرفها الفن التشكيلي المغربي خلال 50 سنة الأخيرة»، مضيفا أن تكريم هذا الفنان التشكيلي هو استحضار، كذلك، للمراحل التي عاشتها التجربة التشكيلية بالمملكة. وأكد بنعيسى أن عبد الكبير ربيع «فنان عصامي بكل معاني الكلمة، وتسكنه الطبيعة والبساطة في حياته وأعماله»، مشيرا إلى أن هذا التكريم يعد الأول من نوعه لفائدة فنان تشكيلي بموسم أصيلة الثقافي. وفي كلمة مماثلة، اعتبر مدير المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربية، محمد نور الدين أفاية، أن ربيع «يعد أحد العلامات الكبرى في الممارسة التشكيلية المغربية المعاصرة»، لافتا إلى أنه «معلم بالمعنى الكلاسيكي والنبيل للمعلم، وبقي يقوم بهذه المهمة بتواضع مثير». وتابع أن العديد من اللذين كتبوا عن المنجز التشكيلي لعبد الكبير ربيع يعرفون أنه جرب كل أشكال الرسم والصباغة، تشخيصيا كان أو تجريدا، وأبدع في هذه الأنماط باحثا فيها عما يتلاءم مع تساؤلاته الخاصة عن الوجود، والحياة، والموت، والأثر والآخر، مضيفا أن لوحات عبد الكبير ربيع «على الرغم من السكينة الداخلية التي تبدو على صاحبها، فإنها تختزن توترا عميقا». من جهته، عبر الفنان التشكيلي، عبد الكبير ربيع، عن سعادته بهذه الالتفاتة، معتبرا أن هذا التكريم مفخرة له وسيظل راسخا في ذاكرته، كما أنه سيدفعه للمزيد من العمل والاجتهاد، لا سيما، وأنه جاء من قبل «مؤسسة ثقافية عتيدة». وقال إن هذه الالتفاتة في حقيقتها احتفاء بالفن التشكيلي المغربي، الذي هو فن تظافرت عدة جهود منذ عقود لرعايته وضمان إشعاعه، والذي لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجبارة والعمل الدؤوب والمبادرات الوطنية، من قبيل ما تقوم به مؤسسة منتدى أصيلة. وتميزت هذه الندوة التكريمية، بتقديم شهادات، في حق المحتفى به، من طرف أصدقائه ومجايليه، فضلا عن عرض شريط قصير عن مساره من إخراج حميد الزروالي. يذكر أن الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي ال44 التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، تستمر إلى غاية 25 يوليوز الجاري. وتخصص هذه الدورة الصيفية للفنون التشكيلية، حيث تم تنظيم ندوة حول «الفن المعاصر والسؤال الثقافي» يومي 14 و 15 يوليوز، كما سيتم تنظيم ندوة أخرى حول «التشكيل المغربي والتداول النقدي» يومي 20 و21 يوليوز.