بإجراء الدورة 30 من منافسات بطولة القسم الثاني، والتي اكتفى فيها فريق الاتحاد الزموري للخميسات بنتيجة التعادل السلبي أمام الاتحاد الإسلامي الوجدي، على أرضية ملعب 18نونبر، يكون الفريق الزموري قد ودع رسميا بطولة القسم الثاني من الدوري الاحترافي، ليحط الرحال بالقسم الوطني هواة، مخلفا حسرة وأسى وتذمرا وخيبة أمل داخل حاضرة الإقليم وقبائله ومكوناته، وهو الذي يعد نقطة الضوء التي تنير هذه الربوع رياضيا، وممثلا لإقليم يمتد على مساحة تفوق8000 كلم مربع ويغطي نسبة هامة من مساحة جهة الرباط – سلا – القنيطرة، ويبلغ عدد سكانه 542025 نسمة. هدا الحدث لايعتبر فقط نزول فريق بل مسار يمتد لأكثر من 8 عقود من الزمن، وجاء ليكرس الوضعية المتردية للرياضة المحلية من حيث المعاناة، بل هناك فروع ماتت واختفت عن الأنظار… بوادر النزول ظهرت مع توالي الدورات، حيث كان لا يبارح الصفيين 16و 15، وضع وصل إلى المجلس الإقليمي للخميسات، بعدما تطرق له مستشارون في الدورة الاستثنائية لشهر أبريل الماضي، وأكدوا على أن هذه المؤسسة المنتخبة مطالبة بالوقوف على وضع الفريق، المهدد بالنزول، ووجب دعمه ماليا والمساهمة في إنقاذه، لأنه إذا نزل، سيكون حدثا كارثيا، لأن الفريق يحمل اسم الإقليم. وفي الدورة العادية لجماعة الخميسات التي انعقدت في شهر ماي الماضي، قيل إن نزول الفريق يؤلم ويحز في النفس وهو الذي أعطى الكثير للمنطقة برمتها. نزول الفريق وانحداره جاء نتيجة أعطاب في التدبير وأخطاء بالجملة، على عدة أصعدة، وما وصل إليه الفريق بدت مؤشراته منذ عدة مواسم، حيث كان يلعب بدون طموح ويبحث فقط عن الإفلات من النزول. كما سادت ظاهرة جلب اللاعبين وبأعداد كبيرة جدا، مما أثار سيلا من التساؤلات واستغراب الرأي العام الرياضي الزموري، مما يؤكد بجلاء غياب سياسة تكوينية فاعلة وجادة كهدف استراتيجي، في وقت ظلت الخميسات منطقة ولادة ومعطاءة أنجبت عبر التاريخ أعداد من الطاقات ذات المستوى الكبير، خدمت أولا الفريق، ومنها التي لعبت للفريق الوطني بمختلف فئاته العمرية، وهناك من انتقل إلى أندية مغربية وفاز بألقاب وطنية وقارية، ومنها التي احترفت خارج الوطن. نشير إلى أن الفريق سبق أن نزل نهاية موسم 1987 – 86 إلى القسم الثاني حرف باء، لكنه عاد بسرعة في الموسم الموالي إلى القسم 2 ألف حسب النظام الذي كان معمولا به آنذاك. وبالعودة إلى حصيلة خلال الموسم المنتهي، فإنه خلال 30 مقابلة، فاز في 6 وتعادل في 10 وانهزم في14 مواجهة، منها 4 داخل القواعد، منحته 28نقطة وضعته في الرتبة 15. وسجل خط هجومه 18هدفا، بينما دخلت مرماه 30هدفا. وفي الجانب التقني لم يعرف الفريق الاستقرار، حيث أشرف على تدريبه كل من كريم بنشريفة ثم مولود مذكر وفؤاد الصحابي.