توفي رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، الاثنين، عن 86 عاماً، بحسب ما أكّد متحدث باسمه. وكان الملياردير الإيطالي قد نُقل الجمعة إلى مستشفى في ميلانو، بسبب ما وصفه مساعدوه ب»الخضوع لفحوص طبية مخطط لها مسبقاً، مرتبطة بإصابته بمرض سرطان الدم». وقاد برلسكوني، الرئيس التاريخي لنادي «ميلان»، ثلاث حكومات إيطالية بين عامي 1994 و2011، ويُعتبر حزبه «فورزا إيطاليا» شريكاً صغيراً في الائتلاف الحاكم الحالي. وكان برلسكوني واحداً من أشهر السياسيين في إيطاليا، مع مسيرة سياسية طبعتها فضائح جنسية، واتهامات بالفساد، وإدانة بالاحتيال الضريبي. وأُدخل برلسكوني إلى المستشفى مرّات عدة في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد إصابته بكوفيد-19 في العام 2020. ورغم إعادة انتخابه في مجلس الشيوخ العام الماضي، كانت إطلالاته العلنية نادرة. واحتفظ برلسكوني بمكانة خاصة في قلوب العديد من الإيطاليين، رغم سلسلة الفضائح الجنسية والملفات القضائية التي شوّهت سمعته على مدى الأعوام. وبرلسكوني الشخصية الاستثنائية، والأب لخمسة أطفال من زواجين، وجد صديقة جديدة في 2020، هي مارتا فاسينا، عارضة الأزياء السابقة التي تصغره ب53 عاماً، والنائبة عن حزبه «فورزا إيطاليا». وسبق أن بنى برلوسكوني ضريحاً رخامياً مستوحى من الفراعنة في منزله في أركوري قرب ميلانو، ليدفن فيه أفراد عائلته وأصدقائه عند وفاتهم، غير أن تفاصيل دفنه لا تزال غير واضحة. تأسس حزب «فورزا إيطاليا» في عام 1993، ليُنتخب بعدها برلسكوني رئيساً للوزراء، ويكون أول من يتولّى هذا المنصب من دون أن يكون قد شغل سابقاً منصباً حكومياً. أمّا ولايته الثانية، فكانت بين عامي 2001 و2006، وهي الفترة الأطول لأي زعيم إيطالي في الحكم منذ الحرب العالمية الثانية. عاد برلسكوني مجدداً إلى السلطة عام 2008، لكنّه اضطر إلى الاستقالة عام 2011 وسط أزمة ديون حادة. وأدين رئيس الوزراء الإيطالي الراحل بتهمة الاحتيال الضريبي في أواخر عام 2012، حيث قضى عقوبة لمدة عام في خدمة المجتمع بدوام جزئي في منزل في ميلانو. رُفع الحظر عن ترشحه بحلول موعد الانتخابات العامة في عام 2018، عندما خاض حزبه الانتخابات بالتحالف مع «الرابطة» و»إخوة إيطاليا» من دون تحقيق نسبة 40 بالمائة المطلوبة للحكم. في عام 2019، فاز برلسكوني بمقعد في البرلمان الأوروبي. وفي الانتخابات العامة في أكتوبر 2022، عاد حزبه إلى السلطة في ائتلاف بقيادة «إخوة إيطاليا» بزعامة جورجيا ميلوني، التي أصبحت أول امرأة تتولّى رئاسة الحكومة الإيطالية. كما انتُخب برلسكوني عضواً في مجلس الشيوخ.