في دمي سيرة المشائين وخطى الذين لا يسافرون في الأرض إلا على ظهر فكرة عضضت ذئابا صغيرة من أعناقها ولم تعاقبني الغابة شربت كثيرا من دموع الشموع في أضرحة أولياء الله الصالحين ولم يحاسبني الرب قتلت خطأ سربا من النمل يطوف حول قبر ولم أرَ دماً يسيل إلا في عيني. لست آلهة في شيء سوى في الصَّبر ولست امرأة سوى في عاطفة تفيض أعدَّتني أمي لتقليم الشوك عن ظهر الأحراش ولم يُعِدَّني أبي سوى للوقوع مَرَّة بعد مَرَّة في حُبِّ رجال يشبهونه. وأعدّتني كُتب إخوتي لشياطين الشِّعر تُعلمني الخطو والخطيئة، حين أصبحت ساقاي بطول الباب أمرُوا بقطعها، راحوا يتقاسمون الخطوات بينهم هذه البلاد لك وهذه لي هذه الأحلام لك وهذه لي لكنَّ أحدهم أخطأ المسافة حتَّى إنَّهُ منذ زمن ضاعَ في بلاد بعيدة. ... في عاميّ الرَّابع عشر أصبحت عظامي خفيفة يعبرها الهواء ثم صار وجع الريش في الظَّهر أشد إيلاما ثم بدأتُ التَّعثُّر ثم بدأتُ أطير. وتركت الجُّثَّة عاريَّة خاويَّة تكْبُر بينهم تربَّصوا بالجِلدِ والجِلد بالنهدين يتصحَّران أبعد مما يجِب بالسَّاق بالسُّرَّة بالشَّجرة أثمرت قبل أوانها أشعلوا النَّار ودارُوا فرقّوا العظام بينهم ودارُوا لولا النُّور في النَّار لانتشر الشَّر لولا زُرقة اللهيب لانتشر الظَّلام للصَّالحة أجر الناسك إذا كتم هواه ولعينها عصابة تخفي دهشة الطريق بالنَّار تُعمّد بالنَّار تُشفى وبالنًّار تُصلب قالوا قولهم ودارُوا مرَّ الأطفال يتقافزون قبل أن يكبُر الخطأ على ظهورهم مرَّ الشّاعر، الجَمر في قلبه والشّوك حِذاءً لقدمه مرِّت النِّساء وتعوَّذن من لذّة الاشتعال السَّيقان مِنِّي والخطو منهم المواويل على لسانهم والشجن في حنجرتي كم كنت طرياَّ يا انفراج الحزن على الشفاه اليابسة وكم كان لامعاً وشم النَّار في الجسد لا جسد تخافين عليه لا احتراق في الاحتراق ما من غموض في البياض فدوري مع الدائرين وسيري مع السائرين وموتي خفيفة ليس من الأسى لكن من الحبّ.