يهيئ مجلس مدينة الدارالبيضاء مشروع اتفاقية سيوقعها مع شركة ليدك، تهدف إلى صيانة وإصلاح وتجديد وتقوية فوهات وأعمدة إطفاء على مستوى تراب العاصمة الإقتصادية، فهذه الفوهات منذ وضعها ظلت على حالها لا تتم صبانتها أو الإعتناء بها ، منها ما تم تخريبه ومنها مايعاكس أداء الوقاية المدنية ، كلما شب حريق وتدخلت لإخماده، إد تجدها تخربت أو أن صبيبها المائي ضعيف جدا، كما وقع في بداية الأسبوع المنصرم عندما اشتعلت النيران في سوق المتلاشيات بمنطقة السالمية وأتت على أزيد من خمس محلات، مختصة في بيع قطع الغيار المستعمل وحتى الجديد وخلفت خسائر مادية كبيرة ، فرجال المطافئ عندما حلوا هناك وجدوا عوائق كثيرة على رأسها ضيق الممرات المتخللة للمحلات، والممتلئة بالمتلاشيات وهو ما منع شاحنات الإطفاء من الدخول والاقتراب أكثر من مكان الحريق، والمشكل الثاني والمهم هو ان رجال المطافئ عندما أرادوا الاستعانة بهذه الفوهات وجدوا صبيبها المائي ضعيف جدا، ما دفعهم إلى الاتصال بشركة ليدك كي ترفع من قوة المياه بها وهو ماتم لكن، كل دقيقة تأخير تزيد من تعقيد عملية الإطفاء، وهو ما انتبه إليه المدبرون أخيرا ليفكروا في هذه الاتفاقية تحسبا للمستقبل. الغريب أو ما يدفع بالأسئلة إلى التناسل ، هو أن هذه الفوهات والأعمدة الخاصة بإخماد الحرائق ، تعد مؤثثا ضروريا وضروريا جدا في كل المدن فما بالك بمدينة اقتصادية من حجم الدارالبيضاء، لم يكن المدبرون يعيرون هذا الأمر أي اهتمام في السابق، إما لقصور تفكير أو لأن استراتيجياتهم كانت ارتجالية لا تضع أسسا للمستقبل، لكن بعد التوقيع أمام جلالة الملك على برنامج تنمية الدارالبيضاء 2015/2020، حيث شهدت المدينة نهضة على مستوى البنية التحتية من حيث توسيع شوارع وإحداث أخرى وتشييد مساحات خضراء ورسم خطوط الطرامواي والباصواي، وضعت خريطة لهذه الفوهات غطت جل شوارع وأزقة المدينة، وبدل الاهتمام بها وإدخالها ضمن التدبير اليومي كما هو منصوص في برنامج التنمية، ظلت عرضة لعوامل الطبيعة وللأيادي المتطفلة أمام أعين المسيرين الذين يعلمون ما تطلبته من كلفة مالية، ضمن المالية العامة المخصصة للبرنامج والتي قاربت 4000 مليار سنتيم، اليوم حريق سوق المتلاشيات ربما استنهض ضمائر المدبرين.