اعتبر محمد قدوري تدخل رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة مكناس انتهاكا لحرمة مؤسسة دستورية وخارج الزمن المغربي، يذكر بعهود اعتقد المغاربة أنها ولت من غير رجعة، وطالب بسحب تهديداته لأعضاء المجلس غير المبررة. جاء ذلك خلال أشغال دورة فبراير العادية التي انطلقت في أجواء مشحونة زاد في إذكاء لهيبها رئيس قسم الجماعات المحلية الذي أبدى ملاحظات صارمة وتهديدية مفادها أن العمالة لاحظت خروج أعضاء جماعة مكناس عن مناقشة جدول أعمال الدورات مطالبا إياهم بالامتثال لجدول الأعمال وإلا ستتخذ إجراءات في حقهم طبقا لمقتضيات القانون، الأمر الذي تصدى له محمد قدوري عن الاتحاد الاشتراكي وممثلو الحزب الاشتراكي الموحد. من جهة أخرى انتقد محمد قدوري، خلال مداخلته في دورة فبراير، التسيير الانفرادي والارتجالي للرئيس ما نتج عنه «بلوكاج» حقيقيا لفترة تزيد عن سنة ونيف، ضاع معها حلم ساكنة مكناس حين بدت لها بوادر القطع مع الفساد حلت وأن الوضوح في التسيير والتدبير أطلت، وأن المصلحة العامة ستكون في صلب أولويات المجلس، إلا أن ظنها – يقول – قدوري – خاب بعد أن ظهر البناء المغشوش لأغلبية غير منسجمة تفتقد لرؤية واضحة، تطغى عليها الذات على المصلحة العامة ما جعل المجلس يتيه في متاهات، والمدينة تعيش شللا حقيقيا على كافة المستويات – ضعف الإنارة العمومية – تدهور الشبكة الطرقية وهشاشتها – الإهمال التام للحدائق والمساحات الخضراء – ضعف خدمات النقل الحضري- تنامي احتلال الملك العمومي –الضغط الكبير للسير والجولان بالمدينة …. بالإضافة إلى ضعف الخدمات المقدمة للمرتفقين وتدخل غرباء في فك شفرات رخص البناء وأشياء أخرى، وغياب تام لاهتمامات المجلس بالجانب الثقافي والرياضي اللهم إلا الدعم والشراكات غير المؤسسة التي تطغى عليها سياسة «باك صاحبي». وفي ظل الاتهامات والاتهامات المضادة تحدى رئيس مجلس العمالة والعضو بجماعة مكناس الرئيس المنتمي لحزبه (الحمامة) أن يتابع الشكاية التي تقدم بها ضد عضو اتهم في جلسة علنية للمجلس بأن سماسرة ووسطاء يتدخلون من أجل الحصول على رخص السكن أو المطابقة بمئات الملايين، وأنه يسحب منه الثقة طالما لم يبرئ نفسه من هذه التهمة المباشرة. ويبدو أن جماعة مكناس لن تكون لها طائلة، وستعيش على إيقاع الانقسامات تارة والتحالفات الهشة تارة أخرى، يستفيد منها أصحاب «الهمزة» الذين ينتعشون مع اقتراب كل دورة، الأمر الذي فطن له محمد قدوري حين نبه في تدخله جميع الأطراف بحجم المخاطر المحدقة بالجماعة بالنظر إلى ضعف مواردها والتساهل في استخلاصها نتيجة التسيير والتدبير الفاشلين، وطالب الجميع بالتحلي بروح المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وذلك من أجل توفير مناخ لإجراء حوار شامل يتسع لكل من يريد الخير لمكناس من أجل وضع تصور واضح ننتقل به من وحدة الموقف إلى وحدة التصور.