النقابة الوطنية للصحافة المغربية تحجم عن الاحتفال باليوم الوطني للإعلام أحجمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن تنظيم أي نشاط أو احتفالية على المستويات المحلية أو الجهوية أو الوطنية بمناسبة تخليد اليوم الوطني للإعلام مؤكدة أن هذه السنة يفتقد هذا اليوم إلى مبررات الاحتفاء به. واعتبرت النقابة في بلاغ لها، توصلت الجريدة بنسخة منه، أن هذا القرار جاء استحضارا لموجبات الاحتفال بهذا اليوم « ومكانته الرمزية في قلوبنا كمهنيين في يوم وطني نعتز به كنقابة وطنية ومهنية تعتبر الأكثر تمثيلية، وحيث من المفترض أن يكون محطة لتثمين المكتسبات، ولتحيين القوانين والمرجعيات المعيارية، ولفتح نقاش من أجل تطوير المهنة. وأضاف بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية أنه أمام هذا المشهد المؤسف، ما فتئت النقابة تدق ناقوس الخطر، وتنبه إلى أخطار هذه الانزلاقات، التي ليست لها عواقب على حقوق العاملات والعاملين بقطاع الصحافة والإعلام فقط، بل إن تأثيراتها السلبية تمس صورة المغرب، باعتبار افتقادنا إلى منصات إعلامية قادرة على الدفاع عن مصالح البلد. واعتبرت النقابة هذا الموقف صيغة احتجاجية إنذارية لوضع الجميع أمام مسؤولياته في حماية المهنة وتطويرها واستنكارا لكل أشكال التضييق على عمل الصحافيات والصحافيين، ومن أي موقع صدرت، ولكل أنواع هضم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لكافة العاملين والعاملات في مهن الإعلام والصحافة. كما دعت النقابة إلى تحيين وتجويد المنظومة القانونية المنظمة لمهنة الصحافة، بما يوسع من هوامش حرية التعبير، وبما يحصن ويطور في الآن نفسه مكتسبات العاملات والعاملين بالقطاع، وبما يحمي المهنة من الدخلاء، وبما يجعل الحق في الحصول على المعلومة ميسرا وسلسا.. نقابة الصحافة شددت على شجب ما يقوم به المسؤولون عن المؤسسات الإعلامية الرسمية (قنوات وإذاعات ووكالة الأنباء وغيرها،) من ممارسات تستهدف الصحافيات والصحافيين، وتحد من أي إشعاع للمنتوج الإعلامي الرسمي، الذي أضحى عاجزا عن منافسة الإعلام الأجنبي حتى في تغطية النقاشات العمومية المحلية. كما نددت بما يعرفه تدبير بعض المقاولات الإعلامية الخاصة من سيادة منطق الدكتاتورية والتحكم والتعسف على العاملات والعاملين، ومن تحويل للدعم العمومي إلى آلية ريعية لمراكمة الربح غير المشروع، في ظل غياب دفاتر تحملات واضحة، وآليات رقابة متواصلة. ودعت النقابة في بيانها عموم الصحافيات والصحافيين للدفاع عن القيمة الاعتبارية للمهنة ونبلها، واحترام أخلاقياتها، والتصدي لكل مظاهر التعسف والإقصاء والحط من الكرامة رافضة كل الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون والصحافيات أثناء مزاولتهم لمهنتهم أو بسببها، سواء من طرف القوات العمومية المكلفة بإنفاذ القانون، أو من طرف لوبيات متضررة من كشف الفساد، أو من طرف المنتخبين، أو من أي جهة أخرى سواء كانت في السلطة أو في المجتمع. وفي الأخير وجهت النقابة الوطنية للصحافة المغربية نداءها إلى الجسم الصحافي الوطني، وإلى عموم القوى المدنية المهتمة بحرية الصحافة والرأي والتعبير إلى التكتل والعمل التنسيقي للدفاع عن حق المغاربة في إعلام حر ومهني وتعددي وذي جودة، ويحترم حقوق كافة العاملات والعاملين. وأضاف البيان «إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية وهي تختار اتخاذ هذا الموقف في اليوم الوطني للإعلام، تجدد مد يدها للجميع من أجل انتشال قطاع الصحافة من الدرك الذي أوصلته له سياسات تخريبية وتوجهات يقودها الجشع، وتدعو إلى تدخل عاجل من كافة المعنيين بقضايا الإعلام والاتصال لحماية المهنة وحقوق العاملين بها، قصد تأهيل المقاولات الإعلامية الرسمية والخاصة للتنافسية على المستويات الإقليمية والدولية، حفظا لمصالح الوطن وحق المواطنين في إعلام مستنير يكون رافعة من روافع التنمية البشرية.»