توجت مسرحية «المجدوبية» للمخرج سامي سعد لله «بالجائزة الكبرى لمهرجان الفداء الوطني للمسرح، في نسخته الأولى تحت شعار «نحو انطلاقة مسرحية جديدة»، والتي أسدلت ستارها يوم الاثنين الماضي.. ومن خلال هذا العمل الابداعي المتميز فقد فاز كل من عبد المجيدة سعد لله بجائزة أحسن تأليف وسعيد مزوار بجائزة أحسن تشخيص في فئة الذكور، وذلك على إثر منافسة تبارت فيها ست عروض مسرحية من داخل العاصمة الاقتصادية وخارجها. أما باقي الجوائز المعلن عنها من لدن لجنة التحكيم، المكونة من الفنانين المسرحيين رشيدة السعودي وعبد الحق زوهري ومصطفى هنيني، فقد همت أيضا جائزة أحسن تشخيص في فئة الإناث للممثلة نجاة غريب في دورها المتميز بمسرحية «عائدة من جحيم تندوف» للمخرج محمد الزيات من القنيطرة، وجائزة أحسن إخراج التي كانت من نصيب حميد مرشد عن مسرحيتيه «الرواسيات» و»قاع الخابية». كما عادت جائزة أحسن سينوغرافيا للمبدع ياسين بنعيس فيما يخص التأثيث والإنارة والملابس. والى جانب ذلك تمكنت فرقة آرتو للمسرح وفنون العرض من ايت أورير من انتزاع جائزة أحسن فريق تقني في استكمالها لملامح مسرحية «زنزانة البوح». وتميز هذا الحفل الختامي، بالتكريم الخاص الذي حظي به كل من الفنانين الرواد حميد نجاح وسعد لله عبد المجيد وخي إبراهيم وفاطمة حركات واحمد أولاد، حيث قدمت في حقهم شهادات قيمة اعترافا وتقديرا لما أسدوه من خدمات جليلة للنهوض بالحقل المسرحي و المشهد الفني والثقافي على العموم. وعلى هامش فعاليات هذه الدورة، أكد عبد الحق زوهري عن لجنة التحكيم، في تصريح للقناة الإخبارية «M24» التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن فوز مسرحية «المجدوبية» بالجائزة الكبرى لم يأت من فراغ بل هو نابع من تميزها على كافة الأصعدة من نص وإخراج وتشخيص وسينوغرافيا. وفيما يخص عموم الأعمال المسرحية المشاركة في هذه الدورة، يرى زوهري أنها تختلف عن بعضها البعض حيث تجسد مدارس مختلفة، لافتا إلى أن هذا التنوع هو الذي ساهم في استقطاب جمهور غفير من مختلف الأعمار والأجناس، ومواكبة اعلامية واسعة. يشار إلى أنه على مدى تسع أيام من عمر دورة هذا المهرجان (6-14 غشت)، الحاملة لاسم الفنان المسرحي «المرحوم حوري الحسين»، حاولت الأعمال المسرحية الست المتبارية ملامسة مواضيع متنوعة تحمل بين طياتها طابع الفرجة الكوميدية في قالب اجتماعي او التراجيديا أو الدراما. وفضلا عن ذلك تضمنت فقرات البرنامج ندوتين فكريتين تمحورتا حول «راهنية المشهد المسرحي بالمغرب» و«اهم المسارات المسرحية تاريخيا بمنطقة الفداء»، الى جانب ورشات مسرحية تخص أساسا جانب «الارتجال المسرحي» وتكوين الممثل» و»الكوريغرافيا والمسرح» و«الممثل وعلاقته بالركح». كما تخلل هذا الموعد الثقافي الفني قراءات جزلية وحفل لتوقيع مؤلف مسرحي بعنوان «شامة الركراكية» ليوسف معتصم.