بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم عبد لله الستوكي، الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي. ومما جاء في هذه البرقية «تلقينا ببالغ التأثر والأسى، نعي المشمول بعفو الله، الصحافي المقتدر المرحوم عبد الله الستوكي، أحسن الله قبوله إلى جواره، مشمولا بالمغفرة والرضوان». وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك لأفراد أسرة الراحل ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم، ولكافة أصدقاء الفقيد المبرور ومحبيه، ولأسرته الإعلامية والثقافية الوطنية، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا الله جل وعلا أن يعوضهم عن رحيله جميل الصبر والسلوان. وتابع جلالة الملك في هذه البرقية «وإننا لنشاطركم مشاعركم في فقدان صحافي مرموق، ينتمي إلى جيل الرواد الأوائل من الإعلاميين البارزين الذين ساهموا بكل كفاءة واقتدار، في تطوير الصحافة المكتوبة، وتأثيث الساحة الإعلامية الوطنية بإسهامات وازنة تعكس ما راكمه من خبرة كبيرة، ومن مهنية عالية وثقافة واسعة، وما عهد فيه، طيلة مساره الحافل بالعطاء، من حميد الخصال ومن غيرة وطنية، ووفاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد، ولثوابت الأمة ومقدساتها». ودعا جلالة الملك الله العلي القدير «أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته، وأن ينزله منزلا مباركا في جنات الخلد، لما قدمه لوطنه من صالح المبرات وجليل الأعمال». وجرى بعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء بالرباط تشييع جثمان الفقيد الصحافي عبد الله الستوكي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 76 سنة، بمقبرة الشهداء، بحضور العديد من الوجوه الصحفية والإعلامية التي تقاسم معها الراحل تجربته المهنية، إلى جانب أفراد من عائلته وزعماء أحزاب سياسية. وبهذه المناسبة، أكد عدد من الصحافيين في تصريحات للقناة الإخبارية (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رحيل المرحوم الستوكي «خسارة فادحة للمشهد الإعلامي الوطني». وسجلوا أن الفقيد كان وراء تأسيس العديد من الصحف الوطنية، طيلة مسار حافل بالتجارب والدروس»، معتبرين أن سيرة الراحل ملهمة للأجيال اللاحقة. وأكدوا أنه ظل طوال حياته شغوفا بالقراءة والكتابة والتعلم المستمر، «فحتى وهو على فراش المرض كان يواظب على متابعة آخر الأخبار وآخر الإصدارات، وهذا درس جوهري لمهنة الصحفي». ويعتبر المرحوم عبد لله الستوكي المزداد سنة 1946 بمراكش. من أعمدة الصحافة المغربية التي تلقى مبادئها منذ صغره، من خلال العمل الميداني، وكانت بداياته مع الصحافة الحزبية. وساهم الراحل، الذي كان قد تولى رئاسة الجمعية العامة لاتحاد الصحافة الفرانكفونية خلال سنوات الثمانينيات، في انبثاق عدد من العناوين المغربية، وكانت خطواته الأولى في الصحافة الحزبية، وبالتحديد، الحزب الشيوعي المغربي، ثم مجلة (لاماليف) و(أنفاس)، وبعد مرور بوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث تولى مجموعة من الوظائف، أشرف قيدوم الصحفيين المغاربة على إدارة مجموعة من الجرائد الوطنية، حيث ساهم في تكوين عدد كبير من الصحفيين المغاربة، وقد أسس الراحل سنة 1978، يوميتي (المغرب) باللغة الفرنسية، و(الميثاق الوطني) باللغة العربية، اللتين تم إطلاقهما بتزامن مع تأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار. وكانت له أيضا اهتمامات وانشغالات أخرى، ومن ذلك تأسيسه دارا للنشر، وعشقه للكتابة المسرحية، ودوره في تكوين جيل كامل من الإعلاميين المغاربة، واشتغل بدواوين وزارية، ضمنها ديوان الوزير الأول الأسبق أحمد عصمان، كما عمل الراحل جاهدا، خلال نصف قرن من مساره المهني، من أجل تطوير الصحافة المكتوبة بالمغرب وتحسين الوضعية المادية للصحفيين.