لم تكن نهاية مباراة سريع وادي زم والرجاء الرياضي، عن الجولة 24 من الدوري الاحترافي الأول هادئة، حيث اندلعت أعمال شغب، خدشت الصورة الحضارية، التي اعتادت الجماهير الخضراء رسمها في الملاعب الوطنية، بعدما أمطر محسوبون على مناصري الرجاء الملعب بالقنينات والحجارة، أصابت إحدها الحكم المساعد، قبل أن تمتد إلى شوارع مدينة خريبكة، التي عاشت لحظات من الجحيم، تم خلالها الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. لم يستسغ محبو الرجاء هزيمة فريقهم بمركب الفوسفاط، مساء أول أمس الأحد، أمام سريع وادي زم، لتتعقد مهمة الخضر في المنافسة على لقب الدوري الاحترافي، حيث يتوفر الغريم الوداد على مبارتين مؤجلتين، سيمكنه الفوز فيها إلى توسيع فارق النقط بينهما غلى ست نقط. وأكد غوغليرمو أرينا، مدرب سريع وادي زم، على ان فوز فريقه سيكون له مفعول مهم، لأنه تحقق في مباراة صعبة أمام الرجاء الرياضي، ما سيعطي شحنة إضافة للاعبين من أجل تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المتبقية. وأضاف غوغليرمو أنه يشتغل كل أسبوع بنفس الوتيرة، على غرار الإعداد قبل أسبوع لمواجهة الجيش الملكي، إذ قدمت عناصره مستويات جيدة، لكنها تلقت هدفين في الست دقائق الأخيرة. وتابع خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المواجهة، «حاولنا تصحيح الأخطاء، وإن أضعنا نقطا في المتناول أمام المغرب الفاسي وأولمبيك خريبكة والجيش الملكي، الذي يتوفر على عناصر جيدة. وقال المدرب السويسري إن لاعبيه نجحوا في مجاراة إيقاع الشوط الأول. وفي الثاني استفادوا من تقدم الرجاء من أجل توقيع هدف الفوز، الذي سيبقيهم في المنافسة على اللقب، إذ تركوا مساحات استغلت من طرف فريقه الذي خرج منتصرا. ومن جهته أكد رشيد الطاوسي، مدرب الرجاء، على أن فريقه واجه عدة إكراهات أمام سريع وادي زم، في مقدمتها الغيابات بسبب الإصابات والإنذارات والسب والشتم الذي بات يتعرض له اللاعبون. وأضاف الطاوسي أن الإكراهات أتت دفعة واحدة، وتجلت في غياب جمال حركاس المصاب وإصابة حميد أحداد خلال فترة الإحماء، وفي آخر لحظة إصابة محمد مكعازي بالتهاب اللوزتين، فضلا عن حصول خمسة لاعبين على ثلاثة إنذارات. وتابع بعض العناصر لم تقدم الإضافة، لأنها تأثرت بالسب والشتم في كل مرة، ما جعلها تكرر الأخطاء وتعاني من تثاقل الأقدام، بدليل طريقة تلقي الهدف إذ كانت الكرة أمامهم. فرغم أنهم ينتصرون في المباريات ويقدمون ما لديهم، يكون جزاؤهم السب والشتم بالمدرجات. وأبرز الطاوسي أن المباراة للنسيان ويجب استخلاص الدروس، رغم الأثر السلبي الذي يتركه السب في نفوس لاعبيه، منذ بداية الإحماء، وإن حاول الرفع من المعنويات في كثير من المباريات، رغم الفوز في ست مواجهات ولهذا السبب انهزم الرجاء. واستغل سريع وادي زم غياب الركائز الأساسية للرجاء ليحقق فوزا أحيى به أمل المنافسة على البقاء بهدف سجله المهدي مفضل في الدقيقة 69. واحتجت جماهير الرجاء في الوقت الضائع وقامت برمي أشياء صلبة على أرضية ملعب الفوسفاط بخريبكة أصيب على إثرها الحكم المساعد كريم السباعي بجروح على مستوى الرأس ما اضطره لتلقي الإسعافات. واندلعت أحداث شغب بعد المباراة قرب قنطرة بئر إنزران بخريبكة، وتحديدا بين حي البيوت والمسيرة، إذ قامت جماهير الرجاء بتكسير عدة سيارات المواطنين وتخريب واجهات بعض الممتلكات الخاصة والعامة، كما سجلت مجموعة من الإصابات بسبب التراشق بالحجارة. وعقب هذه النتيجة، ظل فريق الرجاء في المركز الثاني برصيد 49 نقطة، فيما جاء سريع وادي زم في المركز الأخير برصيد 18 نقطة.
