نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، أول أمس الخميس في مدينة القدس، احتفالية الإعلان عن الدعم المخصص للتنشيط الثقافي لفائدة أهم المراكز الثقافية في المدينة، مع دعم خاص لفعاليات التنشيط المجتمعي، ضمن برنامجها الاجتماعي لشهر رمضان الكريم 1443 بكلفة إجمالية تزيد عن 150 ألف دولار. وأقيم هذا الاحتفال تحت شعار «ر باط القدس «، بالمسرح الوطني الفلسطيني في حي الشيخ جراح، تزامنا مع إعلان الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي برسم عام 2022، من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو ). وتوزع الغلاف المالي المخصص لدعم التنشيط الثقافي، على تمويل ورشات الدراما الخاصة بالمعلمين والمرشدين بمسرح الحكواتي، وورشات الدراما التعبيرية للأطفال لتدريب الممثلين الجدد وصقل المواهب لدى الأطفال والشباب في أصناف مختلفة من الفنون، وتطوير قدرات المعلمين والمرشدين الموزعين على جميع المراكز الثقافية في القدس. ويشمل هذا الدعم أيضا، تنظيم المعرض السنوي للكتاب بمركز يبوس الثقافي، بالإضافة لستة معارض للفنون والتراث موزعة خلال سنة 2022، فضلا عن مساهمة وكالة بيت مال القدس الشريف السابقة في تأهيل البنية التحتية للمركز لتوفير فضاءات ومساحات للثقافة والإبداع ذات جودة عالية في القدس، تقدم خدمة نوعية للمؤسسات والمراكز والمدارس والجمهور بفئاته العمرية المختلفة. من جهة أخرى، أعلنت الوكالة عن دعم خاص لبرنامج التنشيط المجتمعي خلال شهر رمضان الكريم، يشتمل خصوصا على تمويل احتفالية « فانوس رمضان « بفضاءات جمعية « برج اللقلق « ، التي تعتبر من أهم البرامج التي تستقطب عشرات المشاركين، خلال الشهر الفضيل، بمشاركة أزيد من 10 هيئات مجتمعية مقدسية في تنظيم هذه الاحتفالية الحاشدة، للترويج للتقاليد والثقافة المحلية وتعزيز الهوية العربية والإسلامية في المدينة المقدسة. وتدعم الوكالة أيضا وبمبادرة من جمعية الجالية الإفريقية في البلدة القديمة للقدس، تشكيل فرقة « دبكة « وفرقة عزف كراكيب للأطفال في عدد من أنحاء المدينة، لاحتضان أطفال الأحياء المهمشة وتخفيف الضغوط النفسية عنهم، جراء مشاهد العنف، التي يتعرضون لها يوميا. وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، في كلمة بالمناسبة، إن الوكالة التابعة للجنة القدس ، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، واعية بحجم التحديات والانتظارات المطروحة عليها، لذلك اعتمدت معايير تنظم علاقاتها مع شركائها في القدس وتكرس ثقافة جديدة في دعم وتمويل المشاريع في القدس، تقوم على الواقعية والشفافية، والتدرج المفيد، الذي يقارب بين الإمكانيات المتوفرة والحاجيات المعبر عنها. وأضاف في كلمة تلاها نيابة عنه إسماعيل الرملي، منسق برامج ومشاريع الوكالة في القدس، أن الدعم المخصص للتنشيط الثقافي لفائدة أهم المراكز الثقافية في مدينة القدس لا يكفي لتلبية كل الحاجات، ولكنه يشكل بداية مهمة يمكن البناء عليها لإقناع الجميع بأن الفنون والثقافة ليست ترفا، وإنما رافعة حقيقية لتنمية الإنسان والمجال. وذكر بأن الوكالة ورغم محدودية إمكانياتها ، نجحت خلال عام 2021 في تنفيذ مشاريع مهمة في القطاعات الاجتماعية المختلفة بمبلغ يزيد عن 3.7 مليون دولار، توزعت على برامج المساعدة الاجتماعية بما في ذلك البرنامج الطارئ لمواجهة آثار جائحة « كورونا « ، ومشاريع التنمية البشرية التي همت 10 جمعيات ، ومشاريع الترميم، وكفالة الأيتام، والمنح الدراسية، وغيرها من البرامج والمشاريع الجديدة الأخرى، التي تم إطلاقها. من جهته، عبر عامر خليل، مدير المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي في القدس، عن شكره وامتنانه لوكالة بيت مال القدس على هذا الدعم في ظل الظروف التي تمر بها مدينة القدس وخاصة بعد جائحة « كورونا «، مضيفا أن هذا الدعم يساهم في انعاش الحياة الثقافية والمسرح الوطني الفلسطيني وتعزيز صمود المدينة المقدسة والحفاظ على الهوية الفلسطينية عبر الفعل الثقافي. من جهتها ، قالت رانيا إلياس، مديرة مركز «يبوس» الثقافي بالقدس ، إن وكالة بيت مال القدس الشريف كان لها دور كبير في ترميم المركز، وتعد أولى الجهات التي دعمت المركز في بداية 2008. وأضافت أن هذا « الدعم المقدم من الوكالة يعزز من صمودنا وحضورنا بهذه المدينة ويؤكد الهوية الفلسطينية من خلال البرامج الثقافية المقدمة بالقدس « . يذكر أن الوكالة كانت قد أعلنت يوم 26 يناير 2022 عن إطلاق حزمة أولى من مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القدس بملغ مليون دولار أمريكي، سيجري تنفيذها بنفس المعايير المعتمدة في الوكالة.