أعلنت الجزائر، أول أمس السبت، استدعاء سفيرها في مدريد فورا للتشاور. وقالت مصالح الخارجية في بيان لها، " إن السلطات الجزائرية "تفاجأت بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات العليا الإسبانية بشأن ملف الصحراء الغربية". وأضاف نفس البيان أن الجزائر تستغرب "الانقلاب" المفاجئ وتحول موقف إسبانيا تجاه القضية الصحراوية." الموقف الجزائري، الذي جاء بعد الموقف الذي اتخذته إسبانيا والتي اعتبرت أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية، أثار الكثير من الاستهجان والسخرية، حيث كشف مرة أخرى زيف الادعاءات التي يروجها نظام العسكر، الذي لا يترك أي فرصة تمر دون أن يعلن أنه ليس طرفا في هذا النزاع المفتعل. وكانت آخر هذه الادعاءات، إعلان قصر المرادية رفضه المشاركة في الموائد المستديرة التي تسهر عليها الأممالمتحدة، والتي يتوقع أن يدعو إليها المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام الأممي، استفان دي ميستورا، واعتبرت أن اللقاء الذي تم معه في الجزائر، لكونها دولة جارة. وعلق العديد من الناشطين والمتتبعين على قرار استدعاء السفير الجزائري، بأنه تأكيد مرة أخرى بأن الجزائر هي الطرف الرئيسي في هذا النزاع الذي افتعله منذ البداية جنرالات الجزائر، وغذوه بأموال النفط والغاز، بمليارات الدولارات، التي كان من الأولى صرفها على الشعب الجزائري الذي يستيقظ باكرا من أجل إيجاد مكان في الطوابير الطويلة انتظارا لعلبة حليب أو كسرة خبز. وأضافت التعاليق أن الجزائر التي لم تأتها الجرأة لاستدعاء سفيرها في واشنطن عندما اعترف الرئيس ترامب بمغربية الصحراء، والتي لم تستطع الرد على قرارات العديد من الدول الإفريقية، الخليجية وغيرها عندما افتتحت قنصليات لها في العيون والداخلة، قررت اليوم استدعاء سفيرها في مدريد، وهو قرار اعتبره المتتبعون صيحة في واد ولن يؤخر أو يقدم في الموقف الذي اتخذته إسبانيا. من جهة أخرى، استغرب العديد من المراقبين العبارات التي تضمنها بلاغ الخارجية الجزائرية، عندما أشار إلى أن الجزائر تفاجأت بالقرار الإسباني، ومرد ذلك أن وسائل الإعلام الإسبانية أشارت إلى أن الخارجية الإسبانية أبلغت الجزائر بالقرار، وبالرجوع إلى بلاغات ومواقف سابقة للنظام الجزائري، الذي اعتاد على سياسة الكذب والتضليل ونشر الأباطيل، يتأكد بأن البلاغ الأخير للخارجية الجزائرية يكذب مرة أخرى ويروج لمعطيات خاطئة مما يؤكد، من جديد، أنه نظام بلا مصداقية .