انعقد مساء يوم الجمعة الماضي الجمع العام العادي لنادي الشراع بأگادير، وذلك بمقر النادي بميناء المدينة. وقد غطت أشغال الجمع موسمي 2020 – 2019 و2021 – 2020، وترأسه رئيس النادي أحمد بن ودان، الذي ألقى كلمة افتتاحية تلتها تلاوة التقرير الأدبي من طرف الكاتب العام للنادي، والذي تضمن جردا للأنشطة والتظاهرات التي نظمها وشارك فيها النادي، والتي تبقى محدودة بحكم ظرفية الجائحة التي عانت منها بلادنا شأن باقي بلاد العالم. وتمت كذلك تلاوة التقرير المالي، الذي حصر المداخيل برسم الموسمين من 2019 إلى 2021 فيما قدره 16، 091 471 1 درهما كمداخيل، مقابل 50، 527 217 1 درهما كمصاريف. وتبقى أهم لحظة عرفتها أشغال هذا الجمع قبل قراءة التقريرين، اللذين تمت المصادقة عليهما بالإجماع، لحظة المناقشة التي ركزت على محدودية الإقبال على أنشطة النادي، وضرورة العمل على الزيادة في إشعاعه بأگادير ومنطقتها. هنا جاءت ملاحظة الرئيس أحمد بن ودان، والتي ساق فيها ما يمكن اعتباره ملاحظة بليغة أكد فيها على أن المغاربة يديرون ظهورهم للبحر. ويكفي للتأكد من بلاغة هذه الملاحظة أن نرجع لواقع الرياضات المائية ببلادنا، بما فيها الزوارق الشراعية والتزلج على الماء، وركوب الأمواج، والتجديف وحتى الأنواع التي تمارس على سطح الماء كالسباحة، دون استحضار رياضة الغطس، وهي رياضات تتفاوت كلها بين الحضور المحتشم والانعدام! فلا يعقل أن بلدا كالمغرب يمتد شريطه الساحلي، على طول البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي على حوالي 3500 كيلومترا، يبقى فيه حضور الرياضات المائية محدودا إلى ضعيف. وكيف نفسر أن بعض الرياضات التي تمارس على سطح الماء، كالسباحة مثلا، تعتبر نشطة في مدن داخلية أكثر منه في مدن ساحلية! فإلى متى سننتظر لكي تستقيم أوضاع هذه الرياضات في بلدنا، الذي يعتبر بلدا بحريا وساحليا بامتياز شمالا، ووسطا، وجنوبا؟! متى ننتقل من الوعي «المكور»، الوعي الذي يبقى سجين مختلف الممارسات الكروية، لنهتم ولو في حدود بالرياضات المائية التي يفرضها منطق الساحل العنيد والواقع؟ ثم مادامت حاليا نفس المؤسسة الوزارية تجمع بين التعليم، والشباب، ثم الرياضة، ما الذي ننتظره لكي نشجع تلامذتنا وأبنائنا على الاستئناس بالرياضات المائية، حتى نعيد لرياضتنا الوطنية توازنها بدل التركيز على سياسة «التكوير» البائخة التي أبانت منذ مدة عن محدوديتها؟