الدكتور سعيد عفيف: إصابة 5 آلاف شخص بتبعات وخيمة لأوميكرون تهدد النظام الصحي والتلقيح والتدابير الوقائية السبيل الوحيد لتفادي موجة وبائية جديدة
أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، أن ما يقع في بريطانيا يجب أن يكون درسا للجميع وأن يتم استخلاص العبر منه، فقبل 3 أسابيع كان الوضع الوبائي بها مستقرا، واليوم أصبحت تسجل يوميا حوالي 90 ألف حالة إصابة بالمتحور أوميكرون الذي يعتبر من أكثر المتحورات قدرة على الانتشار بسرعة. وأبرز عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد 19 في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، أن هناك حوالي 4 ملايين مغربي ومغربية لم يحصلوا على الجرعة الثالثة، وهو ما يشكل خطرا وتهديدا بالغا على صحتهم وعلى المجتمع والمنظومة الصحية كذلك، التي قد تكون مهددة بالانهيار في يوم من الأيام، الأمر الذي يتطلب من المعنيين اتخاذ القرار السليم والإسراع بتلقيح أنفسهم. وأوضح الدكتور عفيف، أن 822 شخصا فقط حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح، يوم السبت الأخير و 12 ألفا و 506 على الجرعة الثالثة، في حين أنه يوم الأحد حصل 138 شخصا على الجرعة الأولى و 2607 على الجرعة الثالثة، مبرزا أن هناك بطئا شديدا في عملية التلقيح، بفعل تلكؤ البعض، مما يهدد كل المجهودات التي تم بذلها لتمنيع الذات الفردية والجماعية. وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه للجريدة، على أن فرنسا استطاعت الوصول إلى نسبة 75 في المئة من الملقحين من مجموع ساكنتها، وتقوم بتلقيح حوالي 640 ألف شخص بالجرعة الثالثة، ورغم هذه النسب المتقدمة فهي تسابق الزمن لتلقيح الجميع، وبالموازاة مع ذلك فرضت استعمال جواز التلقيح، تفاديا لكل انتكاسة وبائية، في الوقت الذي لا يزال البعض في المغرب يتعامل مع الأمر بكل استخفاف. وبلغة الأرقام، أوضح الخبير الصحي، أنه جرى تلقيح حوالي 24 مليونا و 500 ألف مغربي ومغربية بالجرعة الأولى، و 22 مليونا و 831 ألف شخص بالجرعة الثانية، في حين أن عدد الملقحين بالجرعة الثالثة لا يتجاوز مليونين و 300 ألف ملقح وملقحة. وأكد الدكتور عفيف أن الدراسات الحديثة تبيّن فعاليات اللقاحات من الحماية من التبعات الوخيمة للفيروس، آخرها دراسة تخص لقاح فايزر التي خلصت إلى أنه يحمي من المضاعفات الصعبة للمتحور أوميكرون بنسبة 70 في المئة، وهو ما يجب أن يكون حافزا ومشجعا على الإقبال على التلقيح، مبرزا أنه إذا أصيب 5 آلاف شخص من بين 4 ملايين بتبعات وخيمة للفيروس، فإن نظامنا الصحي سيكون عليه من الصعب استيعاب هذا العدد من المرضى والتكفل بمرضى آخرين في ارتباط بمختلف الأمراض والحوادث المختلفة. ودعا الدكتور عفيف إلى استحضار المصلحة العامة في التعامل مع هذا الموضوع، بعيدا عن كل مظاهر الاستخفاف والتهوين، مشددا على أهمية التلقيح والتقيد بالتدابير الاحترازية، مؤكدا في نفس الوقت على أن استعمال جواز التلقيح لا ينتقص من حرية أي مواطن، وإنما هو آلية لحمايته وحماية محيطه وتحصين المجتمع من العدوى، التي يمكن أن تتسبب في تبعات صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة، خاصة وأن المتحور أوميكرون له قدرة أكبر على الانتشار، الأمر الذي لن يرغب فيه أي مغربي أو مغربية.