الدكتور مولاي سعيد عفيف: 99 % من الملقحين الذين أصيبوا بالفيروس بعد ذلك والبالغ عددهم 3400 شخص عانوا من أعراض خفيفة واللقاح حماهم من مضاعفاته قررت وزارة الصحة، وبناء على توصيات اللجنة العلمية، تطبيق تدابير جديدة تتعلق بمواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 مع التخفيف من وقع الإجراءات الوقائية على مغاربة الخارج، التي كان تشديدها موضوع انتقادات كثيرة، خاصة في الشق المتعلق بالحجر في الفنادق وتكلفته الثقيلة، زمنيا وماديا. وأجازت الوزارة لمغاربة الخارج والأشخاص من أصل مغربي القادمين من وجهات مختلفة مصنفة ضمن اللائحة باء، الذين لم يستفيدوا بعد من اللقاح ضد الفيروس، الخضوع لحجر منزلي لمدة 5 أيام مع تقديم نتائج اختبار إما سريع أو بتقنية PCR في اليوم الخامس. وتم التأكيد على أن المسافر القادم إلى أرض الوطن يمكنه خلال رحلته تحميل بطاقة المسافر الصحية والتي يمكن توزيعها على الركاب على متن الطائرات أو البواخر، وملء المعلومات المطلوبة وضمنها تحديد مكان الإقامة ورقمين هاتفيين للاتصال بالمعني بالأمر خلال العشرة أيام التي تلي حلوله بالبلاد. وتعليقا على هذا القرار، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن الخطوة الجديدة تهدف إلى تفعيل وتطبيق التعليمات الملكية السامية التي تقضي بتسهيل السبل أمام عودة المواطنين المغاربة المتواجدين في الخارج إلى البلاد لزيارتها وعيادة أحبابهم. وشدّد الخبير الصحي على أن هذه العودة يجب أن تتم في ظل احترام تام للتدابير الوقائية وبأن يتحمل كل شخص مسؤوليته لحماية أسرته وغيره، وذلك بالالتزام بالحجر المنزلي إلى غاية اليوم الخامس، مع احتساب مدة يومين التي هي مدة السفر والتنقل قبل الوصول إلى المغرب، وآنذاك ومتى تأكد عدم حمله للفيروس يمكنه التنقل وزيارة من يشاء مع الاستمرار في التقيد بالإجراءات الاحترازية. وعلاقة بالوضعية الوبائية في المغرب وخارجه، أوضح رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة أن فرنسا قررت فرض التلقيح الإجباري على كافة مهنيي الصحة في فرنسا لأهميته وضرورته، مشيرا إلى أنه في بلادنا انخرطت كافة مكونات الجسم الصحي في الحملة الوطنية للتلقيح بشكل طوعي وهو ما يعكس حسا وطنيا عاليا وتقديرا كبيرا للمسؤولية الفردية من أجل حماية وتحصين الوطن، وأبرز أيضا أن المطلب الذي تم رفعه سابقا المتمثل في تلقيح مهنيي القطاع السياحي الذين هم على صلة بالمواطنين لتقليص انتشار العدوى، يتضح اليوم كيف أن مجموعة من الدول تتجه نحو هذا الاتجاه الذي كان مستحضرا في بلادنا، وهو ما يؤكد على أن مواجهة الجائحة الوبائية في المغرب تمت بشكل علمي وعقلاني وبكل مسؤولية. ودعا الدكتور عفيف المواطنين الذين توصلوا برسائل لتلقيح أنفسهم، إلى التوجه إلى المراكز الصحية للاستفادة من هذه الخطوة، مشددا على أن الشخص الملقح ينقل العدوى عشر مرات أقل مقارنة بغير الملقح، مبرزا أن 99 في المئة من الأشخاص الذين استفادوا من جرعتي اللقاح في بلادنا والذين أصيبوا بفيروس كوفيد 19، والبالغ عددهم 3400 شخص، طالتهم أعراض خفيفة، في حين أن نسبة ضئيلة جدا هي التي عانت من مضاعفات أشدّ، وذلك بسبب اختلاف المناعة الذاتية من شخص لآخر، ووجود علل صحية أخرى، لكن في نهاية المطاف يتأكد على أن اللقاح هو السبيل الوحيد للحماية من الجائحة وتبعاتها. وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية على ضرورة احترام التدابير الاحترازية إلى غاية تحقيق المناعة الجماعية بالموازاة مع تسريع التلقيح، مؤكدا على أن المرحلة التي تمر منها بلادنا اليوم هي جد حرجة، لأنها تتزامن مع مناسبة عيد الأضحى والعطلة السنوية، منبها إلى أن التجمعات العائلية من شأنها أن تشكل خطرا على غير الملقحين الذين يجب الحفاظ عليهم، كالنساء الحوامل والمرضى، حتى لا نكون أمام بؤر عائلية، مبرزا كيف أن الجميع اشتاق لعناق أحبابه لكن يجب تأجيل ذلك والتحلي بالحذر خاصة مع وجود المتحور دلتا الذي يعتبر سريع الانتشار.