من بين الظواهر السلبية التي انتشرت بشكل مقلق بمدينة العيون، وبصورة لافتة بعد التخفيف من الاجراءات الاحترازية المتخذة ضد تفشي فيروس كورونا، ظاهرة التسول الممتهنة من قبل مغاربة ومنحدرين من بلدان جنوب الصحراء، على مستوى أغلب الشوارع الرئيسية والفضاءات العامة ، وتحديدا بملتقيات الطرق والمحلات التجارية وبمداخل المساجد والمخابز وابواب والصيدليات ومحطات الوقود، حيث كل واحد يتوسّل بطريقته الخاصة، دون اكتراث بالشروط الوقائية ضد خطر انتقال عدوى فيروس كورونا. هكذا يعاين المرء أفرادا وجماعات ذكورا وإناثا، يقضون النهار كله في التسول، لدرجة أن المرء يجد نفسه مجبرا على تحمل الإلحاح المتواصل لهؤلاء، خاصة أطفال المنحدرين من بلدان جنوب الصحراء، والذين لا يترددون في ولوج المحلات التجارية لإحراج الزبناء. الوضع ذاته يواجهه مستعملو مختلف وسائل النقل، كما هو الأمر بتقاطع شارعي القدس ومحج محمد السادس وساحة الدشيرة وشارع مكة، وأمام البريد المركزي بمدخل شارع ادريس الأول « شارع بوكرا ع». ومن بين «الأساليب» التي انتشرت بشكل لافت، ادعاء بعض الأشخاص الأصحاء ضياع محفظة النقود، أو حاجتهم لاقتناء تذكرة السفر ، أو لعلاج أحد افراد الأسرة، حاملين وصفات طبية متقادمة، كما برزت ظاهرة أخرى لمجموعة من النسوة ،من مختلف الاعمار، يرتدين الخمار، يدعين التسول لغرض إطعام أطفالهن أو لتسديد فواتير الكهرباء أو للعلاج من مرض معين؟ إنها ظاهرة تحتاج إلى تعاط جدي من قبل الجهات المسؤولة، كل طرف من منطلق اختصاصه، وذلك في أفق إيجاد حلول ناجعة للأوضاع الهشة لبعض الفئات الاجتماعية ، والعمل على مساعدتها بشكل يحفظ الكرامة، وفي الآن ذاته كشف المحتالين المحترفين لمهنة التسول، والذين لا يتردد بعضهم في استغلال براءة الأطفال دون استحضار العواقب الوخيمة لهذه المسلكيات على سلامة نموهم مستقبلا.